صرح الزعيم الكردي مسعود برزاني بأن الحكم الذاتي للاكراد أمر لا مناص منه ان لم يكن وشيكا، وذلك بعد أن أيد الأكراد في شمال العراق بالاجماع تقريبا حسب زعمه الاستقلال في استفتاء غير رسمي أجري تزامنا مع الانتخابات العراقية العامة الأحد الماضي. وقال برزاني زعيم أحد الحزبين الكرديين اللذين يسيطران على المنطقة الكردية شمال العراق عندما يحين الوقت المناسب سيصبح ذلك واقعا. وأضاف برزاني أن حق تقرير المصير هو الحق الطبيعي للشعب الكردي، ولشعبنا الحق في التعبير عن رغباته. وكان برزاني يتحدث عن استفتاء غير رسمي أجري الاحد الماضي في شمال العراق وشمل الاكراد، حيث استطلع منظموه آراء الأكراد أثناء خروجهم من مراكز الاقتراع. ووزع متطوعون بطاقات في حجم البطاقات البريدية طبع على كل منها مربعان بجوار علمين أحدهما عراقي والآخر كردي وكتب في أعلى البطاقة ما الذي تريده وطلبوا ممن جرى استطلاع آرائهم أن يضعوا علامة في المربع المناسب. لكن شهود عيان أكدوا أن بعض الاطفال كانوا يملأون البطاقات ولم تكن هناك قيود تحول دون أن يملأ الشخص الواحد أكثر من بطاقة، وهو ما يشكك في مصداقية هذا الاستفتاء. وبينما يتحدث برزاني عن الحكم الذاتي وانفصال الاكراد أكد مسؤول الملف العربي في حكومة أربيل الكردية صلاح بدر الدين أن المتفق عليه الآن بين النخب السياسية البارزة ودوائر القرار الشعبية الكردية هو التركيز على دعم إقامة النظام الفيدرالي الاتحادي في العراق وليس إقامة دولة كردية منفصلة أو مستقلة. واعتبر بدر الدين أن من حق الاكراد تحقيق طموحهم السياسي والذاتي وأن أحدا لا يناقش في حقهم بالمطالبة بدولة مستقلة لهم لكن رغم ذلك لا يوجد الآن قناعات كردية بالعمل مرحليا في هذا الاتجاه بل تجمعت الآراء على تأييد إقامة نظام فيدرالي. وحسب بدر الدين فان الاكراد وخلافا لما يشاع حولهم معنيون بصدق ودائما بالحفاظ على وحدة الارض العراقية. واعتبر المسؤول الكردي أن الاسترسال في الحديث عن تواجد اسرائيلي أمني أو سياسي بين الاكراد كذبة غير صحيحة أبدا مشيرا الى أنه شخصيا لم يرصد على الاطلاق أي تواجد اسرائيلي من أي نوع في مدن الشمال الكردية. وقال بدر الدين ان الازمة الحالية في مدينة كركوك مفتوحة على كل الاحتمالات وان كانت السلطات العراقية قد توصلت الى حل نعتقد انه عادل للأزمة.