الارتباط والزواج حلم يراود كل شاب أو شابة وإيجاد شريك العمر المناسب يظلّ هدف الجميع الذي يبذل من أجله الوقت والتفكير الكافيين حتّى يكون النجاح حليفهم وتحقيق السعادة المرجوّة من الزواج. وعادة ما يضع المقبلون على الزواج شروطا ومعايير وصفات خاصّة للطرف الثاني تكون غالبا محدّدة ويصعب التنازل عنها. ومن هنا تجد المطلقات والأرامل أنفسهنّ أمام حظوظ أقل في إعاة بناء حياتهن الزوجية... وللإجابة طرحت «الشروق» على مجموعة من الشباب السؤال التالي: هل يقبل الشاب الأعزب الزواج من أرملة أو مطلقة أو ممن تفوقه سنّا؟ نادية شابة عمرها 32 سنة مطلقّة منذ 10 سنوات تقول إن مجتمعنا يتسم بالصعوبة والصرامة في مسألة الزواج فشبابنا لهم شروط غاية في الصعوبة عند اختيارهم لشريكة وتبيّنت ذلك من خلال ما حصل معي فعندما قرّرت أن أبدأ حياتي من جديد تعرفت على عدد من الشبان وكلّما علم أحدهم أنني مطلّقة إلا وتراجع عن قرار ارتباطه بي والسبب في ذلك هو هذه النظرة الدونية التي تقابل بها المرأة المطلقة والمعاملة القاسية التي تلقاها في مجتمعاتنا العربية الشرقية وكأنها مجرمة أو متهمة اقترفت ذنبا خطيرا عندما تطلقت. **رفض قاطع رفض الزواج بالمطلقة والأرملة رأي اشترك فيه جل المستجوبين وقد ا ختار كل واحد منهم تبريرات خاصة به للدفاع عن موقفه ويقول الشاب علي أنا أرفض رفضا قاطعا الزواج من فتاة سبق لها وإن تزوجت من غيري والسبب في ذلك هو أولا قناعتي الشخصية التي تحتم عليّ الزواج بفتاة عزباء وثانيا رفض عائلتي لهذا الأمر واعتباره غير مقبول بالمرّة. ويشترك لطفي مع علي في الرأي ذاته ويضيف إن المرأة المطلقة تثير المخاوف خاصة إذا كان سبب طلاقها مجهولا أما الأرملة فيمكن أن تكون أوفر حظّا في العثور على زوج لأنها خارج دائرة الاتهام كما هو الشأن بالنسبة للمطلقة. **للمصلحة لئن برّر البعض رفضهم الزواج من الأرملة أو المطلّقة برغبتهم في إقامة حياة زوجية خالية من المشاكل سواءتلك المترتبة عن الطلاق أو تداعيات الترمّل فإن البعض الآخر يرى أن من الممكن جدا أن يتزوّج الشاب الأعزب من أرملة أو مطلقة إذا كان هذا الزواج سيوفّر له بعض الراحة النفسية والمادية. ورغم رفض السيد الصادق مبزع (متزوج) فكرة زواج الأعزب من أرملة أو مطلقة فإنه يقرّ أن المصلحة المادية يمكن أن تعدّل فكرته ويقول: «أنا أرى الزواج من الأرملة والمطلقة أمرا غير مستحبّ بالنسبة للشاب الذي لم يتزوج بعد ولكن يمكن أن أقبل هذا الأمر إذا كانت هناك فائدة مادية ملموسة كأن توفر المرأة للرجل المسكن والسيارة ولم لا العمل المربح». أما محمد غانمي فيرى أن الزواج من مطلقة أو أرملة يمكن أن يقبله إذا كان خارج الوطن ولغاية تحقيق مصلحة مثلما يحصل للعديد من الشبان الذين يغادرون أرض الوطن نحو المهجر عندما لا يجدون أمامهم سوى الزواج من أرامل ومطلقات كأفضل حلّ حتى يستطيعون الحصول على أوراق الإقامة والعمل المحترم. ورغم تأكيد عبد الكريم (شاب أعزب) على توفر عنصر المصلحة المادية في مثل هذه الزيجات فإنّه لا ينفي أيضا دور الحب في الجمع بين أرملة أو مطلّقة وبين شاب أعزب لم يسبق له الزواج مع إقراره أن هذه الحالات نادرة وقليلا ما تحصل في المجتمعات الشرقية باعتبار أن الرجل الشرقي يريد أن يكون دائما الأول والوحيد في حياة زوجته. * ناجية المالكي