60 دقيقة أخرى للحلم.. 60 دقيقة للروعة.. 60 دقيقة للابداع.. للعطاء الغزير.. 60 دقيقة للعلم التونسي.. 60 دقيقة بيد واحدة.. سننتظر وسنحلم وسنؤمن بأن ارادة هذا الجيل الذي صنع ملحمة العبور بين دور أول ودور ثان ثم المربع الذهبي يمكن ان تصنع هذا المساء أيضا «معجزة» جديدة بالمعنى الرياضي عنوانها دخول الدور النهائي والمنافسة من أجل اللقب العالمي. من كان يتخيّل.. من كان يحلم حتى مجرد الحلم بأن هذا المنتخب الخارج من عنق الازمة والفشل يمكن ان يذهب الى أبعد تخوم الفرح والنجاح وأن يحقق لتونس انجازا لم يسبق اليه اي جيل آخر وأية رياضة جماعية أخرى... صدّقونا.. لو كنا قادرين على أن نعبّر بطريقة أفضل عن سعادتنا بهؤلاء الشباب لعبّرنا لكنها حدود الكلام تحاصرنا وتصادر العبارات ولربما تكفينا دموع الفرح التي غمرت شعبا كاملا وامتزجت بالفخر والاعتزاز لتلخّص الحكاية كلها او لنقل لتختزل هذه المرحلة الجديدة المشرقة في تاريخ اليد التونسية وفي تاريخ رياضتنا بوجه عام. من ازلندا وتلك الموقعة الشهيرة مع كرواتيا الى تونس 2005 مسافة طويلة قطعها منتخبنا.. عاش خلالها على هامش الأحداث أحيانا.. أضاع بوصلته وتراجعت نتائجه ولم يقدر في أفضل الأحوال الا على بطولة افريقيا.. مسافة للأمل.. مسافة للألم.. ثم مسافة حملتنا الى دخول تاريخ المونديال من أوسع أبوابه. **.. بنفس الروح اليوم تونساسبانيا واليوم أيضا انتظروا منتخبا بنفس الروح والاندفاع.. بنفس التركيز.. والرغبة في الانتصار.. ليست مبالغة بل هذه هي الرسالة التي وصلتنا من الحمامات.. قالوا أنهم يريدون مواصلة الفرح وتجاوز حلم الترشح الى نصف النهائي بالصعود على منصفة التتويج ليصبح العيد عيدان. أخجلونا صراحة بما عبّروا عنه من تعلّق براية تونس وحرص على بث الفرحة في كل شبر من ربوع تونس. عصام تاج.. وسام حمام.. ذاكر السبوعي.. هيكل مقنم.. علي مادي أو غيرهم.. الاسماء لا تهم بل ما يهمنا هو ادراك هؤلاء اللاعبين الذين اجتهدوا وكافحوا ب»نظافة» منذ 23 جانفي أنهم أصبحوا قادرين الآن على مواجهة أي منتخب والفوز عليه حتى لو كانت اسبانيا التي تعد أحد أفضل المنتخبات في العالم. قطعا لن تكون المهمة سهلة أمام منتخب متكامل في كل المراكز.. منتخب يريد بأي طريقة الحصول على هذا اللقب الذي هرب منه طويلا، لكن في قاعة رادس.. بذلك الجمهور والالتفاف الرائع الذي دوّخ كل الملاحظين انتظروا اليوم أيضا «معركة» كبيرة.. معركة مشرّفة للاعبين أصبحوا بعد أبطالا سواء انتصروا وعبروا أو لم ينتصروا ولم يمرّوا. **على جناح الفرح صور الأطفال في قاعة رادس.. هتافاتهم.. فرحهم بالمنتخب لأنه «تونس» تغني عن اي تعليق حتما لأنها تؤكد أن حب هذه البلاد والذوبان في حبها «جينة» خاصة يولد بها التونسيون. * ياسين بن سعد ---------------------------------------------------------------- **دليل اليوم في ما يلي برنامج مقابلات اليوم قبل الأخير لبطولة العالم لكرة اليد تونس 2005 المقابلات الترتيبية والدور نصف النهائي التي ستقام غدا السبت 5 فيفري بقاعتي 7 نوفمبر برادسونابل. السبت 5 فيفري: في نابل: س11 مقابلة ترتيبية من أجل المركز 11 سلوفينيا السويد س 13 مقابلة ترتيبية من أجل المركز 9 جمهوريةتشيكيا المانيا في رادس: س 10 مقابلة ترتيبية من أجل المركز 7 روسيا النرويج س 13 و30 د مقابلة ترتيبية من أجل المركز 5 اليونان صربيا موتنيغرو س 15 الدور نصف النهائي الأول تونسإسبانيا س 17 و30د الدور نصف النهائي الثاني فرنسا كرواتيا ---------------------------------------------------------------- الاتحاد الدولي يفرض على المنتخب الوطني اللعب في الثالثة مساء لخبط مسؤولو الاتحاد الدولي كل الحسابات التونسية بإصراره على أن تدور مباراة المنتخب الوطني ونظيره الإسباني في إطار الدور نصف النهائي اليوم السبت انطلاقا من الساعة الثالثة بعد الزوال. هذا الإصرار لم يتزحزح قيد أنملة رغم مبادرة مسؤولي الجامعة التونسية لكرة اليد يتقدمهم يوسف القرطبي إلى الاتصال بأعضاء اللجنة التنفيذية لهذا الهيكل الدولي قصد إقناعهم بضرورة تغيير موعد مباراة تونس لكن الإجابة كانت هي نفسها أي الرفض المطلق علما وأن من بين هؤلاء عضو جنسيته إسبانية (Roca). للإشارة أيضا فإن مسؤولي مؤسسة «سبور فايف» مالكة حقوق البث التلفزيوني كانوا عبروا في مرحلة أولى عن رفضهم تغيير توقيت مباراة تونس لكنهم عادوا وأبدوا موافقتهم شرط الحصول على الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي وهو ما لم يتم. في السياق ذاته نشير أيضا إلى الوفد الكرواتي كان اعترض بدوره على تغيير توقيت مباراته مع المنتخب الفرنسي بتقديم هذه المباراة إلى الثالثة مساء. عموما رفض الاتحاد الدولي خلف بعض التحامل لدى اللجنة المنظمة إذ ليس من المعقول أن يفرض أعضاء في هذا الهيكل أو أية مؤسسة أخرى حتى لو كانت اشترت حق النقل التلفزيوني إرادتهم على البلد المنظم.