هدّد الممثل كمال التواتي على ركح المسرح البلدي بصفاقس بالتوقف عن عرض مسرحيته «أحنا هكة» إن لم يلتزم الجمهور بالصمت التام... وقد قطع كمال فعلا مسرحيته لمدة دقيقتين تقريبا طالبا من المنظمين تهدئة جمهور مهرجان المدينة الذي حضر بأعداد غفيرة مما اضطر البعض الى عدم مواكبة العرض بعد أن نفدت التذاكر كليا. «أحنا هكة»، تطرق فيها بطل سلسلة «عند عزيز» الى العديد من المواضيع الاجتماعية بأسلوب ساخر وجريء، فلئن ركز «البشير» على القنوات الفضائية العربية والمحللين الاستراتيجيين الذين تنامى عددهم بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، فإنه اهتم كثيرا بممارسات «الباندية» وأصحاب بدلة «المارسياز» وخواتم الذهب.. «الرادار»، هو الآخر لم يسلم من كمال التواتي الذي حام حوله بطرائف كثيرة لم يقطعها الا بالمصاصة أو «البيرون» الذي تعود عليه حسب زعمه حتى لا يتحدث ويتكلم كثيرا لأنه كلما تحدث الا وتناول «المسكوت عنه» في العلاقات الاجتماعية وحدث ما لا يحسب عقباه. المسرحية والتي هي من نوع «ألوان مان شو» دامت ساعة و20 دقيقة تقريبا لم يعول خلالها كمال على ديكور ولا على اضاءة، بل اعتمد فقط على قدراته الابداعية في تناول العديد من المواضيع بأسلوب هزلي وساخر. لكن ما يعاب على كمال فعلا، هو نص المسرحية الذي كان عبارة عن فسيفسات من المواقف المختلفة وكان من الأفضل أن يلتزم الممثل بموضوع واحد أو اثنين حتى لا تبدو مسرحيته وكأنها مجموعة من المواقف المتفرقة أو النكت الضاحكة. النجاح الكبير الذي حققه كمال التواتي بمهرجان المدينة بصفاقس جعله يفكر في العرض الأول لمسرحيته الجديدة «ندوة صحفية» على ركح المسرح البلدي بصفاقس خلال منتصف شهر ديسمبر المقبل. لكن السؤال المطروح: هل ينجح كمال «بندوته الصحفية» مرة ثانية بصفاقس كما نجح في مهرجان المدينة «بأحنا هكة»؟ والجواب: إن نجح كمال في المناسبة الثانية فلا مجال للقول أن نجاحه كان بفضل التلفزة التي بثت طيلة شهر رمضان سلسلة «عند عزيز» وهو ما يزعمه بعض «المحللين الاستراتيجيين»..