كشف ضابط عراقي سابق النقاب عن معلومات جديدة حول الأوضاع المزرية التي كابدها السجناء العراقيون في معتقلات الاحتلال مشيرا الى أن سجانين ومحققين عربا تعمّدوا إهانة الضباط الأسرى وتعنيفهم.. وأوضح اللواء أكرم عبد الرزاق المشهداني عميد كلية الشرطة العراقية السابق في مقابلة مع مجلة «الزمان الجديد» العراقية أن سجانين ومحققين تعمّدوا إهانة ضباط الجيش العراقي من الرتب الكبيرة خصوصا في سجون مطار بغداد وأم قصر وسجن الناصرية، جنوب العراق. معتقلون... عرب كما لفت المشهداني الذي قضى في السجن 42 يوما النظر الى الأحوال السيئة التي يعاني منها الأسرى دون أمل في اطلاق سراحهم أو تقديمهم إلى المحاكمة.. وقال اللواء المفرج عنه مؤخرا «لقد عشت مثل غيري من العراقيين وهم كثّر مآسي وفظاعات بالجملة في معسكرات الأسر التي أقامتها قوات الاحتلال» مضيفا «لقد سجنت لمدة 42 يوما في معتقلات المطار وأم قصر والناصرية وشهدت بنفسي الفظاعات والمعاملات السيئة واللاإنسانية». وتابع قائلا «إن المعاملات التي كان يلقاها الأسرى العراقيون سيئة وقاسية للغاية حيث كان المعتقلون يتعرضون للضرب المبرح بالركلات من دون أي سبب». وأضاف «أذكر في هذا الصدد أن أحد زملائي العميد طالب مدب معاون تلقى ضربة على خاصرته بقدم أحد السجانين العرب في معتقل الناصرية من دون أي سبب ومازال إلى الآن يعاني من وقع تلك الضربة». وأشار المشهداني إلى أن أحد السجانين العرب كان يقف عند بوابة المعتقل ويقوم بضرب كل من يمرّ أمامه من السجناء العراقيين ومن دون سبب سوى إرضاء شهوة الانتقام.. ومضى يقول في هذا الصدد «إن معاناة السجناء كانت لا تتوقف حيث كان السجانون العرب يضربون المعتقلين بالركلات وبوسائل قاسية». وعن طبيعة الأمثلة التي كان يركز عليها المحققون العرب مع السجناء العراقيين قال اللواء أكرم عبد الرزاق المشهداني انهم كانوا يلحّون علينا بالسؤال عن مصير أسلحة الدمار الشامل العراقية.. وكانوا يسألوننا عن مكان اختباء صدّام». وأضاف «دعني أقول لكم بوضوح ما سمعته وما رأيته فقد كان عدد من القادة العسكريين الأسرى الذين يتم سحبهم من مخيمات الاعتقال الى غرف التحقيق وهم يشكون بحرقة من سوء المعاملة التي يلقونها من السجانين الى حدّ الإهانة والتجاوز والضرب علما أن عناصر الاستخبارات في احدى الدول العربية لا يحملون بطاقة هوية على صدورهم على عكس الضباط والمحققين الأمريكان وغيرهم.. وأعتبر أن هؤلاء السجانين العرب كانوا يتعمدون عدم التعريف بأسمائهم والكشف عن جنسيتهم.. وتابع يقول «لكني من باب الإنصاف أقول أن هناك عددا من هؤلاء السجانين العرب كانوا يعبرون لنا عن أسفهم لاعتقالنا حيث قالوا إنهم مجبرون على ذلك حتى أن أحدهم وعد بمساعدتنا والتدخل لإنهاء قضية اعتقالنا».