واشنطن «الشروق» محمد دلبح: أعرب نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال لانس سميث عن اعتقاده بوجود تغير إيجابي في قوات الأمن العراقية والمدنيين بعد الانتخابات العراقية التي جرت في الثلاثين من شهر جانفي الماضي. وقال في مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يوم الأربعاء إن الاشتراك الكبير في الانتخابات يوجد جوا يدعو إلى مزيد من التفاؤل. مدعيا أن المواطنين العاديين يقدمون معلومات استخبارية أفضل عن رجال المقاومة إلى قوات الاحتلال وقوات الأمن العراقية، الأمر الذي أدى حسب قوله إلى إلقاء القبض على مقاومين مع أسلحتهم. وقال سميث «إننا نعتقد أن الموقف قد يتغير، فالذي رأيناه في العراق هو تغير مضاعف، وبالطبع إنه ليس تغيرا شاملا، ولكن قوات الأمن العراقية سلكت سلوكا جيدا وبرأت نفسها جيدا أثناء الانتخابات. وأعتقد أنهم يشعرون شعورا جيدا بشأنها، ولذلك فإن هناك مستوى من الثقة الذاتية ربما لم يكن لديها من قبل. وفي الوقت نفسه فإنني اشعر أننا نرى بعض الكبرياء لدى الشعب العراقي لأداء قوات الأمن، وعليه فإن هناك بعض البدايات للثقة المتبادلة بين قوات الأمن نفسها والشعب. وهذه مسالة حاسمة بالنسبة لنا لمقدرتنا على التحرك والتأكد أن هناك قوة أمن عراقية قابلة للحياة حتى نستطيع في مرحلة ما من الزمن أن نقلل قواتنا ونعود إلى بلادنا.» وقد جاءت تصريحا الجنرال سميث في وقت حث فيه كل من وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين، دونالد رامسفيلد وكوندوليسا رايس حلفاءهم في حلف شمال الأطلسي (ناتو) على تقديم المزيد من العسكريين والمعدات والأموال لتسريع عمليات تدريب قوات الأمن العراقية أو المساعدة في تدريبها خارج العراق. وقد أرسل حلف الناتو حتى الآن نحو 80 ضابطا من إجمالي 300 ضابط تعهد بإرسالهم إلى العراق لتدريب ضباط أمن عراقيين بهدف تولي مسؤولية الأمن محل قوات الاحتلال الأمريكي وغيرها. ويذكر أن رايس أبلغت مجلس الشيوخ الأمريكي الشهر الماضي أنه قد تم تدريب 120 ألف من قوات الأمن العراقية، غير أن العضو الديمقراطي البارز في المجلس جوزيف بايدن رد على ذلك بالقول أن هناك أربعة آلاف فقط من العراقيين مؤهلون للقتال. فيما قال خبراء أن مسألة بناء قوات الأمن العراقية كانت ولا تزال صعبة لأن رجال الأمن العراقيين غالبا ما كانوا يتركون وظائفهم عندما يتعرضون لهجوم من المقاومة أو أنهم يتعاونون بصورة سرية مع رجال المقاومة. ويقول بيتر خليل (من معهد بروكينغز) الذي كان مستشارا سابقا لسلطة الاحتلال المؤقتة في العراق، إن الولاياتالمتحدة ربما تقوم بتدريب الأنماط الخطأ من أفراد قوات الأمن العراقية. ويجادل أنه بدلا من أن يكون هناك وحدات تقليدية للشرطة والجيش، فإنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تدرب قوات لمكافحة الإرهاب والمقاومة مثل الفرق الضاربة وشرطة قمع الشغب وكوماندوز شبه عسكرية تكون ملائمة أفضل للقبض على خلايا صغيرة من المقاومين في مدن مثل الفلوجة وبغداد. وإن العودة إلى مثل هذا الأسلوب فإن قوات من النخبة تتطلب الكثير من التدريب وإن الأمر قد يتطلب ثلاث سنوات لتعبئة 25 ألفا يحتاج إليهم في هذه المهمة. أما الخيار الثاني الصعب الذي يراه خبراء في هذا المجال فهو استخدام الجنود الأمريكيين لمحاربة المقاومة، كما هو حاصل الآن، أو تدريب العراقيين لعمل ذلك، ويقول القادة الميدانيون الأمريكيون في العراق إنهم سيقللون العمليات الهجومية في العراق وتكون لديهم بدلا من ذلك نحو 10 آلاف جندي يعملون مباشرة مع ضباط الشرطة العراقيين والجنود والقوات شبه العسكرية ولكن نقاد ذلك يشعرون بالقلق من أن ذلك يمكنه أن يضعف الدفاعات المناهضة لرجال المقاومة. وقال سميث إن قوات الاحتلال تقوم باعتقال نحو مائة ممن يشتبه أنهم من رجال المقاومة كل ليلة، وفي الوقت الذي يتم إطلاق سراح البعض بسرعة فإن آخرين يتم إبقاؤهم لاستجوابهم. وأضاف أنه على الرغم من أن الهجمات وبخاصة على قوات الأمن العراقية مستمرة إلا أن وتيرة وشدة العنف قد قلا منذ ما قبل الانتخابات مباشرة. وقال «إننا نأمل الآن بأن يكون موقف الناس قد أدى إلى تقليل التجنيد في صفوف المقاومة وأنه إذا ما استطعنا الاستمرار بقوة الدفع هذه-وهو أمر ليس هينا-فإننا نعتقد بأنه سيكون لديهم بعض المشاكل في الاستمرار بنفس نسبة العمليات التي كانت لديهم وإنهم سيرغبون في مواصلة ذلك.» ورغم قوله إن قوات الأمن العراقية ستتولى مسؤولية توفير الأمن لأعضاء الجمعية الوطنية المنتخبة في العراق (275 عضوا) إلا أنه أكد أن قوات الاحتلال الأمريكي ستقوم بحماية الرئيس العراقي الجديد ونائبيه ورئيس الوزراء الجديد.