يسود الحكومة الأمريكية قلق من تباطؤ جهود قيادة الاحتلال العسكري الأمريكي في العراق الخاصة بتدريب وتسليح قوات الجيش والأمن العراقية الجديدة التي تقوم بتشكيلها لدعم الحكومة العراقية المؤقتة والمساهمة في العمليات العسكرية ضد المقاومة العراقية. وقد عرض رئيس الحكومة المؤقتة إياد علاوي هذا الموضوع خلال زيارته لواشنطن حيث أن أقل من نصف العسكريين الأمريكيين اللازمين لمقر هذه القيادة العسكرية الدائم في العراق لم يصلوا على الرغم من أن دورها يحتل صدارة أولويات الاحتلال الأمريكي في العراق. وتقول مصادر عسكرية أمريكية أن نحو 230 عسكريا فقط من بين نحو 600 مطلوبين من مقر تلك القيادة قد تم تعيينهم مع المجموعة المعروفة باسم «قيادة الفترة الانتقالية الأمنية متعددة الجنسيات». وعزا مسؤولون في البنتاغون التأخير في ملء الشغورات إلى البيروقراطية الخاصة بإنشاء هيئة جديدة معقدة للغاية في إعداد 250 ألف شرطي عراقي ودوريات حدود وحرس وطني ووحدات عاملة في الجيش العراقي وقال مسؤول عسكري أمريكي أن «بناء هذه الهيئة الجديدة يحتاج إلى وقت وإن بيروقراطية العملية ضرورية ولكن الوقت آخذ بالنفاد.» ويرى خبراء أن بناء قوة عسكرية عراقية فعالة يواجه الكثير من النكسات. ويقولون أن الضغط يزداد من أجل إقامة مثل هذه القوة القادرة على ضمان الأمن قبل انتخابات شهر جانفي المقبل في العراق. وقد احتلت هذه القضية موقعا بارزا في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بقيام المرشح الديمقراطي جون كيري بمهاجمة الرئيس جورج بوش بشأنها واقتراح إيجاد تحالف دولي عريض لحلها. وقد رد بوش على ذلك بالقول إن حلف الأطلسي (الناتو) يقوم بالفعل بتقديم المساعدة بالتدريب، حيث تم الإعلان يوم الأربعاء أنه سيزيد عدد مدربيه العسكريين في العراق من 50 إلى 300 مدرب. وطبقا لما تعلنه البنتاغون فإن هناك 90 ألف فقط من قوات الأمن العراقية التي تم تدريبها من مجموع ما هو أكثر من 270 ألفا يحتاج إليها، وتشمل الشرطة والحرس الوطني والجيش وقوات حرس الحدود. وقد زاد المسؤولون الأمريكيون والحكومة المؤقتة في الصيف الماضي عدد قوات الجيش التي يعتقدون أنها مطلوبة في العراق من 16 ألف إلى 32 ألفا وحرس الحدود من 45 كتيبة إلى 65 كتيبة ورجال الشرطة من 90 ألف إلى 135 ألف. غير أن مهارة هذه القوات تختلف من منطقة إلى أخرى، كما أن الاضطرابات غالبا ما تغطي أدوارهم المحدودة، حيث يلاحظ أن الكثير من هذه القوات لدى مواجهتها هجمات قاتلة تترك وظائفها بنفس السهولة التي ينضمون بها. ويقول مدربون أمريكيون أنه بوجود الاتصال الدائم والتهديدات بالموت فإن المجندين في هذه القوات يتركون وظائفهم بنسب لا تصدق، وأن عدة مئات من الجنود قد تركوا عملهم في إحدى الكتائب خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأن الكثير منهم ينضمون إلى رجال المقاومة العراقية عندما تتعزز لديهم فكرة كراهية القتال ضد عراقيين آخرين. وقد لقي أكثر من 700 من قوات الأمن العراقية مصرعهم هذا العام. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في تقرير لها من بغداد عن نقيب في القوات الخاصة الأمريكية له علاقة بتدريب كتيبة عراقية في شمال العراق قوله «إذا دفعت هذه الوحدات بعيدا وبسرعة كبيرة، فهناك خطر عدم رغبتهم بالعودة.» ويقول مدربون أمريكيون أنه من بين مشاكل التدريب النواحي الدينية والثقافة القبلية المتأصلة لدى العراقيين والنظام العسكري العراقي السابق. ويشمل ذلك موقف الجنود عندما توكل إليهم مهمة فإنهم يقولون «إن شاء الله» وهو ما يلغي قرار المسؤول العسكري الأمريكي. ونقلت الصحيفة عن الشاويش العراقي عمر عبد الله عباس قوله «في الأسابيع الأولى ضربنا الناس بالحجارة، إنهم يكرهون الاحتلال الأمريكي، ولهذا السبب يكرهوننا.»