كيف سيكون حظ التونسيين خاصة الشباب منهم من فتح ابواب الهجرة من جديد نحو بلدان اوروبا المتقدمة ونحو بلدان العالم الاخرى التي اعلنت حاجتها الى مهاجرين. تشير المعطيات الديمغرافية الحالية الى ان التهرّم الديمغرافي والسكاني الذي تعيشه بلدان اوروبا الغربية خاصة منها فرنسا وألمانيا حتمت على المسؤولين في هذه البلدان الاعلان منذ الآن عن برامج لفتح حدودها أمام المهاجرين من بلدان الجنوب خاصة التي لازال التطوّر الديمغرافي فيها مرتفعا للغاية ومازالت نسبة الولادات هي الاكبر على مستوى العالم. وإذا كانت تونس قد استفادت من برنامج الهجرة الذي فتحته منذ سنوات الدولة الايطالية حيث مكّن هذا البرنامج حينها من هجرة ثلاثة آلاف تونسي سنويا وعرف البرنامج نجاحا كبيرا على مستوى التنظيم. ويتم الآن مواصلة هذا البرنامج عن طريق نشر العروض في شبكة الانترنات وحسب حاجيات المؤسسات الايطالية. وتقول المصادر ان متابعة المهاجرين التونسيين ضمن برنامج الهجرة المنظمة الى ايطاليا قد بيّنت ان الشبان المهاجرين تمكنوا من الاندماج في المجتمع الايطالي ونجحوا في حياتهم المهنية وعلى المستوى الاجتماعي. لكن فتح ابواب الهجرة من جديد لا يهم ايطاليا فقط بل ان فرنسا تستعد الى فتح ابوابها واستقبال عشرات الآلاف من المهاجرين الجدد حيث يبقى المجتمع الفرنسي من اكبر المجتمعات المستقطبة للمهاجرين اضافة الى ان المهاجرين فيها قد نجحوا في الاندماج داخل المجتمع الفرنسي وتحوّلوا الى جزء منه. وتقول المصادر ان الجهات المختصة والمسؤولة تتولى متابعة هذا البرنامج حتى تفتح من جديد ابواب الهجرة الى فرنسا امام الشباب التونسي. وتقول المصادر ان هذه البلدان بحاجة اكيدة خاصة الى العمال المهرة والحرفيين المختصين وهو ما يتوفر في تونس الآن بفضل منظومة التكوين المهني. لكن تونس مدعوة الى الاستفادة ايضا من الكثير من عروض الهجرة التي تتوفر في بلدان اخرى مثل كندا واستراليا وهي عروض تهم هجرة كفاءات في اختصاصات دقيقة وقد تمكّنت بلدان مثل الهند من الاستفادة من تلك العروض.