توقعت مصادر مطلعة ان تعرف الاشهر القادمة وصول عروض جديدة من طرف المؤسسات الايطالية لانتداب عمال تونسيين في اختصاصات عديدة وتمكينهم من العمل والهجرة الى ايطاليا. وقالت المصادر ان عروض المؤسسات الايطالية تعتبر هامة رغم سيرها بنسق هادئ وستتدعم حظوظ انتداب التونسيين مع المجهود المبذول لتعريف مختلف المؤسسات الايطالية ببنك المعطيات الموضوع وعروض العمل المقدمة من طرف المترشحين التونسيين من اصحاب الخبرات الحرفية. وكان اكثر من 200 تونسي قد تمكنوا من الحصول على عقود شغل في ايطاليا بعد ان تم اختبارهم من طرف مؤسسات ايطالية حضرت الى تونس وفتحت امامهم آفاق الهجرة التي مثلت بالنسبة اليهم حلما طيلة السنوات الماضية. وتحتاج الكثير من المؤسسات الايطالية الآن الى انتداب مختصين في اختصاصات حرفية كالتركيب المعدني واللحام والميكانيك اضافة الى حاجة السوق الايطالية لليد العاملة الموسمية في القطاع الفلاحي. وتعول مصالح التشغيل والهجرة في تونس على نجاح تجربة الهجرة المنظمة للتونسيين والتي انطلقت منذ حوالي 3 سنوات لتدعيم حظوظ المترشحين التونسيين في الفوز والحصول على عقود تشغيل. وتأتي هذه العروض والمبادرات في الوقت الذي تتأكد فيه حاجة ايطاليا البلد القريب من تونس الى الكثير من العمال والمهاجرين الجدد وذلك بحكم واقعها الاقتصادي والديمغرافي. وقد مثلت ايطاليا على مدى السنوات الماضية نقطة استقطاب للمهاجرين الجدد خاصة القادمين من بلدان الجنوب التي لا يزال حلم شبابها بالهجرة قائما رغم كل القوانين الجديدة والصارمة في ما يخص تضييق الخناق على الهجرة غير الشرعية. لكن بالرغم من الآفاق الواسعة التي ستفتح أمام الهجرج الى البلدان الغنية الا ان حظ بلدان الجنوب سيكون ضئيلا مع دخول بلدان اوروبا الشرقية الى الاتحاد الاوروبي وهو الدخول الذي سيتيح في فترة قادمة امام مواطني البلدان الجديدة حرية العمل في دول الاتحاد ذلك ان هذه البلدان تعاني الآن من ارتفاع نسبة البطالة اضافة الى ارتفاع شريحة الشباب لديها وهي الشريحة التي ظلت تحلم لسنوات طويلة بحلم الدخول الى الاتحاد الاوروبي. لكن نجاح تونس في ابرام اتفاقية الهجرة المنظمة نحو ايطاليا لا يمنع ضرورة بذل الجهود والمساعي للوصول الى فتح ابواب الهجرة المنظمة امام التونسيين للدخول الى بلدان اخرى تمثل الآن اسواقا مهمة لاستقطاب المهاجرين الجدد خاصة القادمين من دول الجنوب.