وصف زعيم الليبراليين الديمقراطيين ثاني أحزاب المعارضة في مجلس العموم البريطاني أمس الحرب على العراق بأنها الخطأ الأكثر فداحة في السياسة الخارجية البريطانية، منذ تأميم قناة السويس عام 1956 الذي تلاه العدوان الثلاثي على مصر. وقال تشارلز كينيدي الذي بدأ أمس جولة داخل المملكة المتحدة تدوم أسبوعا لتندرج في إطار التحضير للانتخابات المرتقبة الربيع المقبل، لقد كان واضحا منذ البداية أن المبررات التي قدمتها الحكومة لخوض الحرب على العراق لم تكن صالحة وأن جميع المسار الحجاجي المتبع للدخول في هذه الحرب كان خاطئا. وكان حزب الليبراليين الديمقراطيين من أكبر التشكيلات السياسية التي عارضت غزو العراق في مارس 2003. وكانت حكومة بلير قد اتخذت من وجود أسلحة دمار شامل مزعومة في العراق ذريعة للدخول في الحرب الى جانب الولاياتالمتحدة في مارس 2003. وعارض الرأي العام البريطاني بشدة دخول بريطانيا في هذه الحرب غير الشرعية، كما عارض عدد من الوزراء في حكومة بلير هذه الحرب واستقال عدد منهم احتجاجا على هذه الحرب. وكان وزير الخارجية البريطاني الاسبق روبن كوك الذي استقال احتجاجا على تأييد بريطانيا الدخول في الحرب على العراق قد وصف أيضا هذه الحرب بأنها أكبر خطأ ترتكبه بريطانيا منذ تأميم قناة السويس. وصرح كوك قبل أشهر بأن حكومة رئيس الوزراء العمالي طوني بلير ارتكبت خطأ فادحا بدخولها الى جانب الولاياتالمتحدة في حرب لم تحظ بموافقة الاممالمتحدة ووصفت على نطاق واسع بأنها غير شرعية. وأكد كوك آنذاك أن هذا الخطأ هو الأكثر فداحة منذ تأميم قناة السويس عام 1956. وقد أدّى تأميم قناة السويس الى العدوان الثلاثين على مصر والذي شاركت فيه بريطانيا الى جانب فرنسا واسرائيل.