قال الله تعالى: ژنحن نقص عليك احسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلينص (يوسف 3). المعنى الاجمالي للآية: يقول الله جل ثناؤه لنبيه ص أوحينا إليك هذا القرآن فنخبرك فيه عن الاخبار الماضية وأنباء الامم السابقة والكتب التي انزلناها في العصور الخالية وان كنت يا محمد ص من قبل أن نوحيه اليك لمن الغافلين عن ذلك لا تعلمه ولا شيئا منه. (نحن نقص عليك) نخبرك ونحدثك من قص اثره اذا اتبعه (أحسن القصص) اي قصصا هي أحسن القصص، والمراد مضمون هذه السورة، ووجه احسنيتها اشتمالها على حال حاسد ومحسود، ومالك ومملوك، وشاهد ومشهود، وعاشق ومعشوق، وحبس واطلاق، وخصب وجدب، وفراق ووصال، وسقم وصحة، وذل وعز، وقد أفادت ان لا دافع لقضاء الله تعالى من قدره، وأن الحسد سبب الخذلان، وأن الصبر مفتاح الفرج وفيه مع بيان الواقع. ايهام لما في اقتصاص اهل الكتاب من الخلل، ألا ترى ان هذه القصة مذكورة في التوراة مع ان شيئا منها لا يشابه هذه السورة (بما اوحينا) بايحائنا (إليك هذا القرآن) اي هذا القرآن المعجز، الذي من ضمنه هذه السورة (وإن كنت من قبله) اي من قبل ايحائنا اليك هذا القرآن (لمن الغافلين) اي عن هذه القصة، لم تخطر ببالك ولم تقرع سمعك، وهو تعليل لكونه موحيا. عند الامام الطبري: ذكر سبب نزولها فقال: حدثني نصر عن عبد الرحمان الاودي قالك حدثنا حكام الرازي. عن ايوب. عن عمرو الملائي، عن ابن عباس قال: قالوا يا رسول الله ص لو قصصت علينا: قال فنزلت (نحن نقص عليك احسن القصص). عند الامام الرازي: ذكر سبب نزولها فقال» روى سعيد بن جبير ان الله تعالى لما أنزل القرآن على رسول الله ص وكان يتلوه على قومه. فقالوا يا رسول الله ص لو قصصت علينا فنزلت هذه السورة فتلاها عليهم (نحن نقص عليك احسن القصص). عند الامام ابن كثير: قال: قد ورد في سبب نزول هذه الآية ما رواه ابن جرير حدثني نصر بن عبد الرحمان الاودي حدثنا حكام الرازي عن ايوب عن عمر وهو ابن قيس الملائي عن ابن عباس قال: قالوا يا رسول الله ص لو قصصت؟ علينا فنزلت (نحن نقص عليك احسن القصص).