ان القصة امر محبب للناس، وتترك اثرها في النفوس، ومن هنا جاءت القصة كثيرا في القرآن واخبر تبارك وتعالى عن شأن كتابه فقال: {نحن نقص عليك احسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرآن} {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى} وامر نبيّه ص بذلك فقال: {واقصص القصص لعلهم يتفكرون} ولهذا فقد سلك ص هذا المنهج واستخدم هذا الاسلوب. شاب من اصحاب النبي ص وهو خباب بن الأرت رضي الله عنه يبلغ به الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي ص شاكيا له ما اصابه فيقول رضي الله عنه: أتيت النبي ص وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ولقد لقينا من المشركين شدة فقلت: ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: «لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم او عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت ما يخاف الا الله» (رواه البخاري). وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي فيها النبي ص قصة من القصص، فمن ذلك: قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت الى الغار، وقصة الذي قتل مائة نفس، وقصة الأعمى والأبرص والأقرع، وقصة اصحاب الأخدود.. وغيرها كثير.