تقديم : هي كذا القاعدة السلمية أو الحربية... أو هي كذلك الخارطة : خارطة البحث عن الموت الخفي... أو هي مسلك طرح الموت جانبا... أو هي نتيجة كل حرب... هي كذلك نتيجة كل حرب... وهي فكرة قديمة... فكرة اماطة اللثام عن الألغام؟... وهي طريقة محفوفة بالألغاز والاعجاز والأشواك والموت القادم على مهل أو على عجل؟.. هي مراوحة بين استئصال الموت الغبي وبين انتزاع الاستعمار الغبي... هي صورة متغيرة للحياة بعد سقوط بغداد... فالكل يبحث عن لغم... والكل يهرب من الموت. ولكن لغم الموت يتربص بالجميع؟ صور الموضوع الصورة 1 : داود في الأعظمية عثر في حقله المحترق على لغم فاحترق... الصورة 2 : ياسمين، فتاة في ريعان الشباب، خرجت هي وأمها للمقبرة فجر جمعة لزيارة قبر أخيها، لم تنتبه، اخذته بين يديها وجلست عليه، فانفجرت... الصورة 3 : ماجد، معارض سياسي عاد لتوه من الغربة، هزه الحنين الى التجوال على كورنيش دجلة، ولما وطئت قدماه عشب الشارع الطويل انفجر تحته فغربه نهائيا. الصورة 4 : قاسم، شاب قصمت حرب الخليج الأولى ظهر عائلته اذ مات أبوه، متأثرا بشظايا صاروخ ثم قصم الحظر عيشه وعيش عائلته ثم خلال الحرب الثانية قصم لغم ظهره الى نصفين وقصف حياته الغضة... الصورة 5 : رباب، عروس الحرب، تحدت القذائف والصواريخ والمفتشين الأممين، وأعلنت زفافها، وليلة دخلتها جاءها خبر وفاة عريسها بلغم... فصعقتها المفاجأة ففارقت الحياة وزاوجت روح شهيدها... الصورة 6 : أماني رضيعة الزهور كانت فرحة بصفاء السماء... وخلائها من طائرات الاباتشي... وكانت جذلى بخطواتها الأولى... خرجت من البيت تحبو... وكان اللغم يخفي لها غدرا... فلما تلمسته... حركت بركانه... فانفجرت وتلاشت خطواتها في سماء البراءة.... الصورة 7 : طارق طرق باب جاره الطبيب ليلا لاسعاف أمه المريضة بضغط الدم... وكثرة الهم والغم... لمحه قناص بريطاني.. ظنه أو شبّه له أنه حرامي... اقتنصه بدون سؤال وبدون رحمة... سقط طارق وسقط الباب فوقه وسقط فوقه صرح الحرية.... الصورة 8 : ياسين حضر مظاهرة سلمية طالب معهم بعودة الحرية وعودة الأمان ولما اقتربوا من الغزاة الدعاة إلى الديمقراطية، الحلفاء، وجهوا نحوهم بنادقهم الدفاعية... وأفواه دباباتهم... فأصابت طارق قذيفة أمريكية... فسقط بين المتظاهرين شهيدا، شهيد الديمقراطية. الصورة 9 : تهاني، كانت طفلة بابلية، جميلة، باسقة كنخلة عراقية... مرات قرب كتيبة غازية فانهال عليها الجنود بوحشية... واغتصبوا شرفها العربي. واغتالوا أحلامها الوردية. خاتمة الكلام : داود وياسمين وماجد وقاسم ورباب وأماني وطارق وياسين وتهاني... كانوا فتية وفتيات الغد المشرق لعراق بابل الحضارية... كانوا يحملون في رؤوسهم الأبجديات الهامة للديمقراطية.... ماتوا شهداء الديمقراطية أمام أنظار دعاة الحرية والسلم والديمقراطية... محمد بوفارس: مراسل صحفي 13 شارع مسعود فرادى 4060 القلعة الكبرى تونس