طوفان عارم من الفرح اجتاح الشوارع مساء السبت 6 ديسمبر بعد مباراة النجم وجوليوس بيرغر النيجيري.. الفرحة ارتسمت في أشكال متنوعة جمعت بين الهتافات والأهازيج ورفع الأعلام واطلاق منبهات السيارات... ولأن الفرحة لا تكتمل في تلك الربوع الا بالزغاريد فقد خرجت الزغاريد أيضا من عديد البيوت.. آنسات وسيدات عبرن عن فرحتهن وشاركن الأبناء والأشقاء والأحفاد والأصدقاء الاحتفال بالتتويج. ليلة السبت الماضي كانت إذن ليلة من ألف ليلة وليلة.. غنى فيها الجميع ورقص وهتف باسم النجم في الساحلين ومساكن والقلعة الكبرى وحمام سوسة وأكودة والنفيضة والجم والمهدية والمكنين وقصر هلال وجمال وسيد عامر وغيرها من قرى ومدن الساحل وتونس التي يتواجد فيها أحباء النجم. حتى مطلع الفجر معالم الفرحة كانت مع ذلك أكثر وضوحا في شوارع مدينة سوسة حيث توقفت حركة المرور في ساحة فرحات حشاد التي استقبلت آلاف المشجعين القادمين من الملعب الأولمبي.. ومئات السيارات والدراجات النارية التي طافت بمختلف الأنهج المحيطة رافعة الأعلام والرايات.. أجواء الفرح تواصلت حتى الصباح في مختلف المقاهي التي شهدت بدورها اقبالا كبيرا واستعادت سيناريو اللقاء الذي سجّل من خلاله النجم اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة الافريقية. كلمة حقالأندية الكبرى لا تحيا الا بجماهيرها وجمهور النجم قدم حقا المثال والنموذج.. فهو جمهور رائع بكل المقاييس.. وإن كان صعب المراس ولا يقبل بسهولة الهزات والخيبات.. هو جمهور ذواق يعشق الكرة الجميلة ويعطي بلا حساب وقد أعطى يوم السبت الماضي فعلا دون حسابات متحملا الجوع والعطش منذ ساعات الصباح الأولى حتى يكون حاضرا في الملعب الأولمبي لشد أزر زملاء ابرهيما كوني. لهذا الجمهور الرائع نرفع التحية فالمساندة التي وفرها لفريقه كانت حاسمة والصورة التي قدمها لملايين المشاهدين عبر الشاشة الصغيرة أكثر من ممتازة وتعكس بحق أجواء الكرة التي نحب أن نراها في تونس.