* بقلم الأستاذ محمد رؤوف بلحسن باب المكتبة نعود هذه المرة لنوشح «باب المكتبة» بمقطوعة جميلة يستنطق فيها الشاعر الألماني كونراد فردينان ماير (Conrad Ferdinand Meyer) الغاب ويرجوه أن يتكلم بعد أن أصغى الشاعر إليه طويلا. القصيدة بعنون قد جاء دورك (Jetzt rede du) ويقول فيه : أتذكر أيها الغاب الجميل طوافي في رباك على ا لدوام واذ أودعك أحلامي وحبي واذا أشكو أمامك من كلامي واذا كان الصبا يوحي، فأوحى إليك، فتستزيد فلا أحامي وها أني أتيت اليوم... لكن بلا شكوى، ولا نجوى غرام أتيتك مصيغا يا غاب حزنا فقل! فقد جاء دورك في الكلام * هكذا كانت تونس رسوم وتعاليق دافيد بوند (David Bond) اللغة : فرنسية تونس 2003 دافيد بوند هو أحد أفراد أسرة الأباء البيض في تونس التي تشرف على نشاط معهد الآداب العربية الجميلة. أما الكتاب فهو من الحجم الكبير يتألف من ثلاث وستين صفحة جمعت بين الرسوم والتعاليق. أما مواضيعه فقد اتصلت بتونس الذاكرة تونس خلال القرن الماضي وما قبله بمختلف مظاهر الحياة فيها بأسواقها وأنهجها وشخصياتها. حاول صاحبه من خلال استعادة هذه الذاكرة ورسمها كما تصورها وقد اختار أن يدخلها من باب المدينة العتيقة من جهة باب منارة بالتحديد أين يوجد سوق السراجين ليشرع في رسم صورة وقد سألته فتاة صغيرة قائلة له «ترسم لتتذكر» حينها تذكر أن الرسام الإنجليزي جون روسكان (John Ruskin) طرح على نفسه عين السؤال وأجاب «إن للرسم قيمة ولو كان بريشة من لا يعرف الرسم لأنه يمكننا من ادراك الأشياء عوضا عن النظر اليها نظرة مجردة»... من هذا المنطلق طفق «دافيد بوند» في ملاحظة مشهد المدينة بين ماض بخصائصه وحاضر يتهدد تلك الخصائص والمميزات ورسمه والتعليق عليه في نص امتزج فيه الحاضر بالماضي كحديثه عن «الحمال» سنة وكيف كان يسميه قدور بن نتيرام «انذاك بيزمارك» لقوته العضلية وحديثة عن موقع عمله اليوم الذي يقول أنه يقع ما بين مكان انزال السلع «بالخربة» وبين سوق القرانة ويتحدث عن صناعة الجبة والفرملة وغيرهما ويضمن كتابه معلقات اشهارية تعود الى بدايات القرن الماضي ويتحدث عن الأنهج والمقاهي كيف كانت وكيف أصبحت اليوم ويرسم في نفس ا لوقت نماذج منها وتغريه الرحلة فيوغل في أسواق المدينة ويلم بشارداتها ووارداتها يتحدث عن المهن والصنائع وعن الحركة التجارية فيها الخ... واذا نحن أردنا أن نحصر موضوع هذا الكتاب فإننا نجد أنفسنا عاجزين عن ذلك لكثرة تفاصيله وإن ما يجب قوله بشأنه هو أنه جملة من الملاحظات تتصل بتونسالمدينة انطلاقا من القرن التاسع عشر مرورا بالقرن العشرين ووصولا إلى اليوم أطلق فيها هذا المتجول وسط العاصمة العنان لمخيلته وريشته ليتصرفا في انجاز هذا النص الموشح بالرسوم وتقديم فكرة شاملة عن مظاهر الحياة في تونس خلال الفترة التي غطتها نصوص الكتاب. * تونس : متحف في الهواء الطلق قيومات منصور (Guillemette Mansour) تونس نوفمبر 2003. مزدوج اللغة فرنسية وانجليزية كتاب فاخر حجمه كبير يتشكل من مائة وتسع وعشرة صفحة صوره بالألوان نجد على صفحتي الغلاف الأمامي والخلفية صورا لآثار الفحصوالقيروان ونفطة ورقه صقيل ومضمون متعدد المواضيع حاولت مؤلفته أن تسافر فوق هذا المتحف في الهواء الطلق لحضارة ثلاثة آلاف سنة بمختلف مراحلها من تأسيس قرطاج سنة قبل الميلاد إلى عهد البايات الحسينيين. لتنقل لنا بالصورة والنص هذه العالم فتحدثت في البدء عن قرطاج التي تقول عنها أنها قطب حضاري في المتوسط الغربي على مدى ألف سنة تحدثت عن البونيقيين والرومان في قرطاج وعن اثارهم ثم تحدثت عن كركوان وأبرز معالمها لتتطرق الى زغوان وأوذنة وتيبور بوماجيس (الفحص) وذهبت إلى دقة ومكثر وبلاريجيا وقصر الجم وسبيطلة ثم تحدثت عن المسيحية في تونس وعن تاريخها انطلاقا من آثار مثل الكنائس وغيرها ثم تحدثت عن معالم القيروان كالجامع الكبير (جامع عقبة) وعن عصورها الذهبية لتدخل الى مدينتها العتيقة بزواياها وأبوابها ومقبرتها لتنتقل بعد ذلك إلى مقام أبي زمعة البلوي وتتحدث في مرحلة أخرى عن تاريخ الإسلام في تونس وعن القرآن «على الرق الأزرق» وخصصت في مجرى حديثها عن معالم تونس جزءا للرباطات كرباط سوسة والمنستير لتتحدث فيها عن تاريخها. وخلال رحلة المؤلفة عبر هذا المتحف يحط بها الرحال في سوسة لتنقل لنا صورا عن معالمها ثم المهدية ثم صفاقس وطرق التجارة. لتتحول فيما بعد الى تستور الأندلسية والكاف وتخصص بعد ذلك صفحتين للحديث عن الزوايا والفرق والطقوس. ومنها تذهب إلى قلاع الساحل الشمالي وإلى القرى وسكان الريف وأساطيرهم الشعبية لتعود بعد ذلك مباشرة للحديث عن نابل مدينة الخزف والصناعات التقليدية ثم تسافر ما بين جربة وتوزر لتتوقف في القصور والمغاور في جنوب البلاد وفي نفزاوة وبلاد الجريد لتحط بها عصا الترحال في تونس العاصمة فتستعرض معالمها ومدينتها العتقيقة وقصورها وأرباضها وباياتها ووقفت على ربوة سيدي بوسعيد الشهيرة. هذا هو محتوى هذا الكتاب الذي ورد في اللغتين الفرنسية والانقليزية كما سبقت الإشارة اليه حاولت من خلاله المؤلفة أن تطلعنا على تراث تونس الزاخر بالصورة والكلمة على امتداد ثلاثة آلاف سنة. * دقة * مقام أبي زمعة البلوي * الجمعية التونسية للعلوم الطبية (19022002) محمد منصف زيتونة تونس 2003 اللغة : فرنسية الكتاب يستعرض مسار جمعية طبية عريقة احتفلت في السنة الماضية بمرور مائة سنة على ميلادها. وهي جمعية لها دون شك بصمة في تاريخ الطب في تونس. يقول الأستاذ محمد قديش في تقديم الكتاب «إن الجمعية عرفت ثلاث مراحل في حياتها. المرحلة الأولى تميزت بسيطرة فرنسية فيما يتعلق باعضائها نذكر منها بالخصوص أرنست كونساي وشارل نيكول. أما المرحلة الثانية المتزامنة مع الاستقلال فقد تميزت بتونسة الجمعية والتي تجسمت بانخراط عدد هام من الاطباء والجامعيين التونسيين فيها من ضمنهم المرحوم محمود الماطري الذي كان أول رئيس تونسي لها. المرحلة الثالثة يقول الدكتور قديش هي عهد التحول الذي بوأ الطب مكانة مهمة في السياسة العامة للبلاد مما مكن من ارتفاع ملحوظ في عدد الأطباء والجامعيين الذين تميزوا بقيمة مقالاتهم وبحوثهم وأعمالهم المنشورة في المجلات الطبية المختصة تونسية كانت أم أجنبية. يستعرض الكتاب إذن مائة سنة من نشاط هذه الجمعية القيمة بدءا من تاريخ تأسيسها خلال شهر ديسمبر 1902 وظروف نشأتها الأولى الى اليوم فيترجم للرؤساء الذين تعاقبوا على الجمعية منذ أول رئيس لها الدكتور بيار برينون (Pierre Brignone) الذي ترأسها سنة 1902 الى الدكتور رشاد العجيمي الذي ترأسها سنة 1956 وذلك على امتداد المرحلة الأولى أما ابان المرحلة الثانية الممتدة من 1956 تاريخ الاستقلال الى اليوم فقد ترجم المؤلف أيضا للرؤساء الذين قد تداولوا على الجمعية من الدكتور الهادي بن ابراهيم الرايس الى الدكتور حبيب حوالة. الكتاب في مجمله زخم من المعلومات ومجهود بحث خاص في تفاصيل حياة هذه الجمعية وجمع كما هائلا من المعلومات سواء كانت متصلة بنشاط الجعية أو متصلة بتاريخ الطب في تونس خلال الفترة المدروسة.