تشهد الساحة الفنية التونسية هذه الايام بعض التحركات التنظيمية داخل الوسط الموسيقي حيث بادر بعض الفنانين بطرح فكرة انشاء هيكل تنظيمي يضم جميع الموسيقيين ومن مهامه تنظيم القطاع الموسيقي ويسهر على فض مشاكل العاملين في القطاع. ابادرة مازالت في مستوى الدراسة والنقاشات داخل الوسط الفني، ولم يتبلور بعد الشكل النهائي لهذا الهيكل، هل سيكون اتحادا أم نقابة أم عمادة... ومهما كان الشكل والاطار فن المهم هو الاحساس بضرورة بعث مثل هذا الهيكل. فما رأي أهل الفن؟ وما هي تصوراتهم لأهداف هذا الهيكل؟! مساعدة يقول الفنان الزين الحداد : «ليس مهما تسمية هذا الهيكل، بل المهم هو ان يلتف الفنانون حول مشروع مثل هذا، فنحن لا نلتقي الا في الجنازات وليس لنا فضاء على غرار دار المسرحي او دار الكاتب. من هذا المنطلق اعتبر ان بعث اتحاد او نقابة ضروري اليوم...» أما عن أهدافه فيقول المطرب الزين الحداد : «بالنسبة لي هذا الهيكل هدفه مساعدة وزارة الثقافة في تنظيم القطاع والعناية بالفنانين، فسلطة الاشراف تقوم بجهد كبير في هذا المجال لكنها أيضا تهتم بكل القطاعات الفنية الاخرى، فلابد اذن من هيكل يساعدها على القيام بهذه المهمة.. من أدوار هذا الهيكل تمثيل الفنانين في لجان المهرجانات وتصنيف الفنانين واسناد بطاقات الاحتراف وبعث صندوق لفائدة الموسيقيين.. وغيرها من المسائل التنظيمية...» ضرورة من جهته يؤكد المطرب محمد الجبالي ان بعث هذا الهيكل اكثر من ضروري اليوم، ويضيف : «كل البلدان العربية لها هياكل تنظم القطاع الموسيقي، ولا أرى ما الذي يمنعنا من بعث مثل هذا الهيكل خصوصا بعد ان تكاثر عدد العاملين في القطاع...» ويقول محمد الجبالي : «هناك عناية رئاسية واضحة بالفنانين ودعم سيادة الرئيس للفنانين بمختلف اختصاصاتهم لا يحتاج الى اثبات، وهذا الهيكل من شأنه ان يساهم الى جانب مجهود الدولة في تنظيم القطاع حتى يأخذ كل فنان حقه، فلا يعقل ان يتساوى أصحاب التجربة والخبرة بالمبتدئين، لابد من تصنيف العاملين في مجال الموسيقى والغناء وبعث صندوق لدعم الفنانين وغيرها من المسائل الحيوية بالنسبة للفنانين والممارسين للمهنة الموسيقية...» ويختم الجبالي كلمته بالقول : «يحز في نفسي ان أرى القطاعات الموسيقية في كل البلدان العربية منظمة ولها هياكل تسهر على مشاغل الفنانين في حين ساحتنا التي تزخر بالأصوات والطاقات الفنية الممتاز تفتقر الى مثل هذا الهيكل...». مبادرة الفنان مقداد السهيلي أحد أصحاب هذه المبادرة يقول : «المبادرة كانت بصفة طبيعية وأملتها الظروف التي يمر بها القطاع، فقد تكاثر عدد الممارسين لهذه المهنة واختلط الحابل بالنابل وصار ضروريا التفكير في هيكل يجمع شمل الموسيقيين و يعمل على تنظيم القطاع الموسيقي..» ويضيف مقداد : «مجهود الدولة في هذا المجال لا يرقى له الشك، ونحن نجد الدعم من أعلى هرم السلطة سيادة رئيس الجمهورية، ومن سلطة الاشراف ممثلة في وزارة الثقافة لكن الوزارة وحدها لا تستطيع حمل وزر مشاكل كل القطاعات الفنية من مسرح وسينما وفنون تشكيلية واثار وأدب... فلابد من هيكل يكون جسر تواصل بين الموسيقيين والوزارة ومؤسسة الاذاعة والتلفزة وغيرها من المؤسسات التي لها علاقة بالقطاع الموسيقي..» ويختم الفنان مقداد السهيلي : «ليس مهما شكل هذا الهيكل، المهم ان يكون لها اطارات تنظيمية للمهن الموسيقية». مساهمة المطربة صوفية صادق تؤكد ان جمع الفنانين في هيكل فني فكرة جيدة.. و»شخصيا لا أرى مانعا في الانضمام الى هذا الهيكل اذا كان قانونيا...». وتضيف صوفية : «هذا الهيكل يمكن ان يساهم الى جانب وزارة الثقافة في تنظيم القطاع الذي يحظى بعناية رئاسية كبيرة...». أما المطرب الشاذلي الحاجي فيقول : «من السابق لأوانه الحديث عن اتحاد او نقابة فالمبادرة لم تتوضح بعد، لكن كفنان اعتقد انه حان الوقت لبعث هيكل يقف الى جانب سلطة الاشراف، ويساعدها على تنظيم القطاع، خصوصا ان الفنان هو رجل ميدان ويعرف جيدا مشاكل القطاع، وبإمكانه تذليل الصعوبات والمشاركة برأي أو فكرة تنير السبيل...» ويختم الشاذلي الحاجي : «ليس مهما شكل هذا الهيكل أو صيغة الاطار المهم هو تنظيم القطاع وفض مشاكل الفنانين». هذه اذن بعض آراء الفنانين الذين أجمعوا على ضرورة بعث هذا الهيكل وعلى أهميته في مد يد المساعد لوزارة الثقافة في تذليل الصعوبات وتنظيم القطاع.