كم كنا نأسف في الماضي لسماع خبر أن قريبة أو صديقة وضعت مولودا عن طريق عملية «قيصرية» لكن اليوم لم يعد الخبر بالمؤسف لأن أغلب الحوامل تقريبا حاليا يلدن بالطريقة القيصرية والأكثر من ذلك أن الطبيب المختص ينبّه الى المسألة خلال الشهر الأخير من الحمل قصد أخذ الاحتياطات خاصة فيما يتعلق بتوفير ألف دينار ونيف ثمن العملية والاقامة بالمصحة وهو ما دفع بالكثيرين الى الشك حتى في نية الطبيب واعتبار انه يلجأ الى هذا الشكل من أشكال الولادة ليربح المال، فتصبح حينها الخسارة مضاعفة. فبالنسبة للمرأة توجد خسارة أولى هي الخضوع لأطول فترة ممكنة للعلاج جراء العملية الجراحية، والثانية دفع معلوم ليس بالهين حيث يؤثر على ميزانية العائلة وقدراتها الشرائية. وفي غياب البحوث الدقيقة التي تفسّر تزايد عدد الولادات القيصرية في تونس والعكس اتصلت «الشروق» بالدكتور شاكر أنيس أستاذ جامعي مساعد ومختص في طب التوليد بمستشفى عزيزة عثمانة نظرا لمعايشته للوضع عن قرب في أقدم المؤسسات الصحية تقريبا بالعاصمة. أسباب أقر الدكتور شاكر أنيس بتزايد نسبة الولادات القيصرية في تونس قياسا بالسنوات الفارطة لكن الأبحاث بينت أن أسباب ودواعي هذه الطريقة تتعلق أولا بتزايد نسبة النساء اللاتي يلدن في سن متأخرة حيث يمثل المولود آخر أمل بالنسبة لها. وفسّر بأنه في مثل هذه الحالات يلجأ الطبيب الى الولادة القيصرية ضمانا لصحة وسلامة المولود والأم التي قد تهددها الولادة الطبيعية. وأضاف ان التقدم التكنولوجي ايضا جعل الطبيب قادرا على الفحص الجيد الذي ييسر عملية التعرف على خصوصية الحمل والطريقة التي يستوجبها إما طبيعية او قيصرية. وخلص الى القول بأن نسبة الولادات القيصرية في مستشفى عزيزة عثمانة بلغت 25 من مجموع الولادات وساهمت هذه الطريقة في تحقيق ايجابيات عديدة للمواليد الجدد منها التخفيض في نسبة وفايات المواليد الجدد والاعاقات والتشوهات التي تسببها الولادة الطبيعية الصعبة. الأكثر عرضة في حديثه عن الفئة الأكبر عرضة للولادات القيصرية أفاد الدكتور ان المرأة التي تنجب أقل من سن 18 سنة عرضة لهذا النوع من الولادات بسبب خصوصية الرحم في تلك الفترة كالاعوجاج وغيره. وتظهر أيضا هذه الولادات القيصرية لدى الفئة التي تفوق ال40 سنة مع اعتبار ظهور بعض الأمراض الخطيرة لاسيما منها ارتفاع ضغط الدم.