مثلما هو الشأن في العديد من الدول تشهد مراكز التوليد في تونس انتشار الولادات القيصرية بشكل لافت إذ ارتفعت النسبة ببعض المراكز الى 22 بعد أن كانت لا تتجاوز 12 سنة 1990. تساؤلات عديدة حملناها للحكيم الهادي رزية وهو أستاذ بكلية الطب ورئيس قسم مركز التوليد بالرابطة (تونس) تتعلق أساسا بأسباب اللجوء للولادات القيصرية؟ وأبرز العوامل التي تفسر انتشارها؟ ويؤكد الدكتور أن الالتجاء الى هذا الشكل من الولادات يأتي بدافع حماية الأم من بعض المخاطر إذ قد تكون معرّضة للنزيف الدموي (قد يؤدي لوفاة الأم) ولتمزّق الرحم أو للسقوط المهبلي وإنقاذها من بعض الامراض المزمنة الاخرى (أمراض الكلى) وإنقاذ الجنين من الموت ومن الاعاقة خاصة في حالة وجود تعكّر في دورته الدموية وللاشارة فإن نسبة المعاقين التي تصل الى حوالي 1.5 جانب كبير منها (أي حوالي 47 من نسبة المعاقين هذه) تعود الى ظروف الولادة والحمل. فحماية الأم من مخاطر صحية والجنين من أي تأخر ذهني أو إعاقة جسدية هي أهم دواعي اللجوء الى الولادة القيصرية. ** أرقام تتغيّر حسب المراكز تتجاوز نسبة الولادات القيصرية بالولايات المتحدةالامريكية 40 وفي تونس يقول الدكتور الهادي رزية ان النسبة تستقر في حدود 12 لكنها نسبة متغيّرة بتغير أقسام مراكز التوليد، فبمركز التوليد وسيلة بوريبة ولكونه يعتبر مركز توليد مرجعي تتدفق عليه كل الحالات الطبية السيئة ترتفع النسبة الى 22. ارتفاع النسبة من سنة الى أخرى تفسر بعوامل مختلفة منها تأخر سن الزواج وبالتالي تأخر سن الانجاب وهو ما يسهم في ظهور بعض المشاكل الصحية. الاهم من هذا تطور التجهيزات الطبية وخاصة إحداث وحدة إنعاش للرضيع الخفيف الوزن والمولود قبل أوانه بمركز التوليد بالرابطة وهو ما جعله يتلقى المواليد الذي لا يتعدى وزنهم 800 غرام وحتى تكلفة الانعاش تتراوح بين 300 و500د يوميا. الى هذا فإن الاولياء والمجتمع والاطباء أصبحوا حريصين أكثر على توفير ظروف ولادة جيدة بعيدا عن أية عوائق جسمية أو ذهنية. ** مضاعفات مضاعفات الولادة القيصرية تبدو بسيطة تنحصر في بعض آلام على مستوى البطن وبعض المضاعفات التجميلية الناتجة عن شق البطن وقع تلافيها بالعملية القيصرية العرضية. للاشارة فإن 70 من الأمهات اللاتي ولدن آخر مرة بالعملية القيصرية أصبحن بعدها يلدن بصورة طبيعية. للاشارة أيضا أن المعدل العام للعملية القيصرية يتراوح بين 4 و6 عمليات بالنسبة للأم. للاشارة أيضا أن مشاكل الحمل تتضاعف لدى المرأة في الشهر الاخير من الحمل وعليه وجب تكثيف المراقبة والكشف الطبي لستة مرات خلال فترة الحمل والوقاية دائما خير من العلاج.