نواصل بيان مناسك الحج والآداب والأخطاء الشائعة وغيرها، والتي يحتاج حجيجنا الميامين ان يتعرّفوا ويطّلعوا عليها حتى يتمكّنوا من أداء فريضة الحج بأكمل وجه... ** ما يباح للمحرم يجوز للمحرم وغير المحرم ان يقتل الفواسق المؤذية في الحل والحرم فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ص :»خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم: العقرب، والحدأة، والغراب، والفأرة، والكلب العقور». اذا لم يجد المحرم إزارا جازا له لبس السراويل، واذا لم يجد نعلين جازا له لبس الخفين لحديث ابن عباس رضي الله عنه في الصحيحين. لا حرج على المحرم في لبس الخفاف التي ساقها اسفل من الكعبين، لكنها من جنس النعلين. لا حرج على المحرم ان يغتسل للتبرد، ويغسل رأسه ويحكه برفق وسهولة اذا احتاج الى ذلك. للمحرم ان يغسل ثيابه التي احرم فيها من وسخ ونحوه، ويجوز له إبدالها بغيرها اذا كانت الثياب الثانية مما يجوز للمحرم لبسه. لا بأس بربط الساعة على المعصم او لبسها في اليد. لا بأس بوضع النظارة الشمسية او الطبية على العينين. لا بأس بالحجامة اذا احتاج اليها المحرم، لان النبي ص (احتجم وهو محرم). لا بأس بالاستظلال بالمظلة او الشمسية او بسقف السيارة، وبالخيمة والشجرة ونحو ذلك مما لا يكون ملاصقا للرأس، فقد صح عنه ص انه ظلل عليه بثوب حين رمى جمرة العقبة ضحى. لا حرج بعقد الإزار وربطه بخيط ونحوه لعدم الدليل المقتضي للمنع. يباح للمرأة من المخيط ما شاءت من الثياب وغيرها من كل ما اباحه الله لها، الا انها لا تلبس النقاب والبرقع ولا القفازين ، واذا احتاجت الى ان تضع خمارها على وجهها من على رأسها اذا قابلت الرجال الاجانب ولا حرج عليها في لبس الخفين، والشراب، والسراويل كما تقدّم. لا حرج في شد ما يحفظ المال على الوسط ولا حرج في استخدامه لربط الإزار كذلك. لا حرج في ان يخيط المحرم الشقوق في ازاره او ردائه او يرقع ذلك، وإنما الممنوع هو ما فصل على هيئة العضو او البدن. ** محظورات الإحرام محظورات الإحرام: هي ما يحرم على المحرم فعله بسبب الاحرام وهي: إزالة الشعر من جميع البدن بحلق او غيره بلا عذر. تقليم الاظافر من اليدين او الرجلين بلا عذر. تعمد تغطية الرأس للرجل، وكذلك الوجه على الصحيح للرجل بملاصق كالعمامة والمغترة، والطاقية، وشبهها. والمرأة لقوله ص (لا تنقب المحرمة ولا تلبس القفازين) ولكن اذا احتاجت الى ستر وجهها لمرور الرجال الأجانب قريبا منها، فإنها تسدل الثوب او الخمار من فوق رأسها على وجهها لحديث عائشة رضي الله عنها. لبس الرجل للمخيط عمدا في جميع بدنه، او في بعضه مما هو مفصل على الجسم كالقميص والعمامة، والسراويل، والبرانس، وهو كل ثوب رأسه منه والقفازين، والخفين والجوربين. تعمد استعمال الطيب بعد الاحرام في الثوب او البدن، او المأكول، او المشروب قتل صيد البر الوحشي المأكول واصطياده. عقد النكاح، فلا يتزوّج المحرم، ولا يزوّج غيره بولاية ولا وكالة، ولا يخطب ولا يتقدم اليه احد يخطب بنته او اخته او غير ذلك. الوطء الذي يوجب الغسل، لقوله تعالى {فلا رفث} والرفث هو الجماع فمن حصل له الجماع متعمدا قبل التحلل الأول فسد نسكه. المباشرة فيما دون الفرج بوطء في غيره، ولو بتقبيل او لمس او نظرة، بشهوة ويحرم على الحاج وغيره، والمحرم وغير المحرم: صيد الحرم، وشجرة، ونباته الا الإذخر ولا يتلقط لقطته الا للتعريف. ** آداب الحج والعمرة الاستشارة يستشير من يثق بدينه وعقله في توقيت السفر وشأن الرحلة، ونوع الرفقة ووسيلة النقل وغير ذلك. 1 ابراء الذمة من حقوق الناس: فيسدد ما عليه من ديون، ويستحل من كان له عنده مظلمة، وذلك قبل سفره، حتى لا يحج وفي ذمته حقوق ومظالم للناس. 2 استئذان الوالدين: وطلب الدعاء منهما فإنه من اعظم اسباب جلب البركة، وإبعاد اسباب الشقاء. 3 كتابة الوصية: فيبين ما له وما عليه، ويوصي اهله بتقوى الله وطاعته، والوصية مندوبة عموما لقوله عليه الصلاة والسلام: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين الا ووصية مكتوبة عنده». 4 الاستخلاف: فيستخلف على اهله من يرعاهم في غيابه من الأقارب او الأهل او الاصحاب ذوي الدين والعقل ليقوم على حوائجهم. 5 تعلم مناسك الحج والعمرة: فإنه ما دام قد شرع في التجهيز للحج والعمرة، فقد وجب عليه ان يتعلم ما يصحح عبادته، ويتجنب به ما يبطلها ويؤثر على صحتها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» فينتقي المفيد من الكتب وأشرطة التسجيل الموافقة للسنة، او على الأقل يصحب رفقة فيها احد من اهل العلم بالمناسك حتى يسأله عند الحاجة. 6 التوبة النصوح: من كل المعاصي والذنوب، وهي واجبة دائما على العموم للأمر بها في القرآن والسنّة، وهي متأكدة هنا قبل هذا السفر، حتى تكون الرحلة رحلة ربانية مباركة. ** أخطاء شائعة في الحج والعمرة عند الطواف 1 التلفظ بالنية عند الطواف: فيقول مثلا: نويت أن أطوف سبعة أشواط، أو نحوه. وهذا خلاف السنة. 2 اعتقاد وجوب تقبيل الحجر: وهذا خطأ لأنه سنة غير واجبة، وإن تعذر أداؤها فيكفي استلامه أو الاشارة اليه. 3 التزاحم الشديد لتقبيل الحجر: وهذا يؤدي الى إيذاء الناس أو التأذي بهم، وكل هذا محرم، وقد يقع في بعض المحرمات عند التزاحم الشديد، إذا كان مع النساء مثلا. 4 إصرار بعض النساء على تقبيل الحجر رغم الزحام، مما يعرضها لمزاحمة الرجال، وارتكاب المحرم، وإغضاب الله تعالى. 5 تطويل الوقوف عند الحجر للاشارة: فيظل الواحد يشير عدة مرات فيعطل السير ويشتد الزحام. 6 ترك الرمل للرجال: وهو سنة من الاشواط الثلاثة الاولى إلا أن تعسر ذلك على الانسان. وأما النساء فليس عليهن رمل. 7 قيام بعض الرجال بخلع الرداء والاكتفاء بالازار فقط: وقد ينزل إزاره تحت السرة فيكشف جزءا من عورته، وهذا حرام وخصوصا في وجود النساء حوله. 8 مزاحمة النساء للرجال في الطواف: وعدم مبالاة المرأة بالتصاق الرجال بها. وهذا حرام وفساد كبير. 9 كشف بعض النساء لوجههن أو رقابهن أوصدورهن أثناء الطواف: مما يلفت انتباه الرجال وقد يتسبب في إفساد عبادتهم فتكون تلك المرأة قد ارتكبت ما حرم الله تعالى وأفسدت لغيرها عبادته. 10 الطواف من داخل حجر اسماعيل: وهو أصلا جزء من الكعبة فيكون الطواف من داخل الكعبة وليس حولها وهذا لا يجوز، وكل شوط يكون من داخل الحجر فهو غير معتد به ولا يجزئ عن صاحبه، ويلزمه الاتيان بغيره. 11 أن يجعل الكعبة من جهة غير اليسار: وهذا خطأ، فبعض الناس خصوصا إذا أراد أن يحافظ على نسائه في الطواف تجده يصنع ما يشبه الطوق حولهن مع أصحابه، فيكون البعض مستقبلا للكعبة عن يمينه، والبعض جاعلا لها خلفه والبعض مستقبلها بوجهه. وكل هذه صور خاطئة، والطواف بهذا الشكل غير صحيح ولا يعتد به، والشوط الذي يكون هكذا يلزم الاتيان بغيره. 12 تقبيل الركن اليماني: ومسح الوجه به، وهذا يفعله البعض، وهو فعل مخالف للسنة، فإنه يستلمه فقط دون تقبيل. 13 استلام الركن باليسار: وهو خلاف السنة أيضا، والمفروض أن يستلمه باليمين. 14 اتخاذ أذكار وأدعية معينة لكل شوط: وهذه بدعة محدثة فليس هناك أي أذكار تخص الطواف سوى ما سبق بيانه في صفة العمرة والحج، وعلى الطائف أن يدعو الله بما يشاء من الادعية والاذكار، ويقرأ القرآن، ويجتهد في الانشغال بالادعية المأثورة ففيها كفاية وبركة.