طلعت علينا قناة «تونس 7» بمنوعة بعد شهر رمضان المعظم أطلقوا عليها إسم «آخر قرار»، وهي منوعة ثقافية تعتمد على المعلومة وباستطاعة صاحبها أن يصل ربحه الى 200 ألف دينار. ولكن صاحب هذه المنوعة لم يستجب لأي شرط من شروط المسابقات الثقافية التي تعجّ بها الفضائيات العربية على غرار «وزنك ذهب» أو «من سيربح المليون» أو «الحلقة الأضعف».. الخ. فكل هذه المنوعات يتم استدعاء المشاركين فيها عن طريق القناة صاحبة الامتياز التي تتولى تحمل نفقات السفر ومصاريف الاقامة وتبقى معلوماته هي الفيصل في مبالغ ربحه. أما قناة «تونس 7» فإنها تستدعي المشارك في آخر قرار من تطاوين الى تونس صحبة مرافق ليساعده في الأستوديو، ولكنه قد «ىُعَوَّجُ» بورقتين صفراويتين فيجد نفسه خارج اللعبة وفي كثير من الأحيان لم يفتح فمه مطلقا يعني قبل أن يتكلم يجد نفسه مطرودا، وبذلك يخسر مائتي دينار هو ومرافقه دون أن يتم اختبار معلوماتهما. وكان من الممكن أن يُعطى لكل متسابق 10 أسئلة وكل سؤال عليه 10 نقاط، وتستمر التصفيات على هذه الشاكلة حتى يبقى طرفان فقط. أما السيد سامي الفهري فإنه يخرج أربعة من المتسابقين بالأوراق الصفراء والحمراء، ويعطى للباقين 5 أسئلة لكل منهما، فيجيب أحدهما على أربعة والآخر على اثنين فيلتجئ الى سؤال فاصل..!! ولا أعرف بالتحديد ما هو دور هذا السؤال الفاصل مادمت أجبت عن 4 أسئلة والآخر عن 2 فقط، والمفروض هنا أن أترشح آليا للنهائي، فلماذا هذا السؤال ا لفاصل. إذن فصاحب المنوعة لا تهمه المعلومات الثقافية بما أنه يريد سؤالا فاصلا في النصف النهائي على حد تعبيره الكروي. سيدي الكريم، أعد النظر في منوعتك التي تحمل عنوان «القرار الأخير» ولا تساوي بين من يقتطع تذكرة ب 600 مليم ذهابا وإيابا ليأتيك من أريانة أو بنعروس للعبتك هذه وذاك الذي يدفع 65 دينارا للتنقل الى تونس صحبة مرافق له ب 65 دينارا أخرى، وتخرجونه بورقة حمراء دون أن يعتدي على أي لاعب من اللاعبين. يا سيدي المحترم، إن هذه المنوعات لها أصول وقوانين، ومستوى ثقافي يجب أن يكون هو الفيصل بين المتسابقين. وكان بالامكان أن تعطى 250 د لكل واحد من الأربعة المنسحبين الأوائل و500 دينار للمنسحب في النصف النهائي والأخير تبقى جائزته في حدود معلوماته. واعلم أنك إذا خلقت أي لعبة لا تعتمد مقاييس معقولة ومحترمة فإنك حتما ستجد نفسك بعد مدة تبحث عن المشاركين معك في محطات النقل والحدائق العمومية، لأنه لن يرضى أحد أن يأتيك من رمادة لتخرجه بعد ثانيتين من الاستوديو باعتباره حصل على بطاقتين صفراويتين والحال أنه لم ينبس ببنت شفة. * محمد علي وهيبي (المتلويقفصة)