مؤلف هذا الكتاب هو الباحث جون أ. سكوت أحد المختصين بالتاريخ الادبي، وبالاخص دانتي وعصر النهضة الاوروبية وفيه يروي قصة حياة وفكر ذلك الاديب العظيم الذي لا يقل أهمية عن شكسبير بالنسبة لعصر النهضة الاوروبية والادب الكوني العالمي. ولد دانتي اليغيوي عام 1265 ومات عام 1321 عن عمر لا يتجاوز السادسة والخمسين. وللدلالة على أهميته يكفي أن نذكر عدد الترجمات التي حظي بها لدى الفرنسيين فقط فقد ترجموا الكوميديا الإلهية سبعا وثلاثين مرة منذ عام 1921 والواقع أن السؤال المطروح هو التالي: ما الذي يعنيه دانتي بالنسبة للقارئ اليوم؟ ينبغي العلم بأن الناس اهتموا به في القرن التاسع عشر الاوروبي أكثر مما اهتموا به طيلة القرون السابقة بل والمعاصرة له في الواقع ان المناخ الافلاطوني الذي كان سائدا في فلورنسا أثناء عصر النهضة اهتم به كثيرا وكذلك المناخ الرومنطيقي الذي كان سائدا في القرن التاسع عشر. ويرى المؤلف أن دانتي لايزال معاصرا لنا في بعض النواحي صحيح أن البعض لم ير فيه إلا أديبا كبيرا من أدباء العصور الوسطى أو عبقريا عظيما أكل عليه الدهر وشرب. ولكن هذه النظرة ليست صحيحة ففي رائعته الادبية والفكرية اهتم دانتي أيضا بمصير الانسان على هذه الارض، وليس فقط في العالم الآخر كما أنه اهتم بالقلق الذي كانت تشعر به الجماعة البشرية في عصره في نهاية العالم. ينبغي العلم انه عندما ولد دانتي عام 1265 كانت فلورنسا في طورها لأن تصبح أكبر مدينة في وسط ايطاليا واحدى أهم مدن أوروبا كلها وبالتالي فدانتي ولد في مدينة ناهضة ومتعاظمة الاهمية وكان ينتسب الى عائلة من طبقة النبلاء ولكن دون ثروة وقد فقد أمه في سن الثالثة عشرة. ويمكن أن نطلع على حياة دانتي الاولى من خلال قراءة كتابه البكر: الحياة الجديدة وقد ألف بين عامي 1291 و1297 أي في سن السابعة والعشرين. والحياة الجديدة تروي قصة شباب دانتي الذي أضاءه وسطع عليه حبه لبياتريس وهو حب شهير يشبه قصة مجنون ليلى أو جميل بثينة في الادب العربي. ولولا هذا الحب الرائع الذي ابتدأ في سن التاسعة لما أصبح دانتي ذلك الشخص الكبير الذي نعرفه فهذا الحب العذري أو الافلاطوني المحض فتح له آفاقا لم تكن في الحسبان. ولكن تبقى الكوميديا الالهية هي رائعة دانتي الكبرى فبها خلّد اسمه على مدار التاريخ وقد استغرقت كتابتها خمسة عشر عاما أو أكثر ولم تكتمل إلا قبل موته بوقت قصير وفيها يستعرض دانتي حياة الكون في شموليته وكليته وهذا شيء نادر في تاريخ الاداب العالمية انه ينتقل فيها من اللامتناهي الصغر الى اللامتناهي الكبر ومن الطبيعي الى ما فوق الطبيعي، ومن همومه الشخصية الى الهموم العامة ككل. كما أنه يتحدث عن المراحل الثلاث بعد الموت: مرحلة اللعنة أو الادانة، ومرحلة التوبة، ومرحلة الغفران والغبطة وهي تقابل مرحلة «الجحيم» فمرحلة المنزلة بين المنزلتين، فمرحلة الجنة والنعيمم الابدي. والممتع في الكوميديا الالهية انه يستعرض فيها كل شخصيات التاريخ الاوروبي وحتى العالمي أحيانا ويوزعها على المراحل الثلاث التي ذكرناها آنفا فالبعض يراه في جهنم والبعض الآخر يراه في الجنة، وذلك على طريقة المعري في «رسالة الغفران». الكتاب: كيف نفهم دانتي تأليف: جون أ. سكوت الناشر: مطبوعات الجامعة الاوروبية الاسبانية 2003 الصفحات: 496 صفحة من القطع الكبير Understanding Dante Jhon A. Scott Eurospan University Press 2003 P. 496 نهرو... حياة سياسية مؤلفة هذا الكتاب هي الباحثة الامريكية جوديث م. براون المختصة بعلم التاريخ. وهي تقدم في هذا الكتاب صورة متكاملة عن احدى أهم الشخصيات في تاريخ الهند المعاصر: جواهر لال نهرو. من المعلوم أن نهرو ولد في أحضان عائلة هندية غنية عام 1889 ومات عام 1966 عن عمر يناهز السابعة والسبعين. وما إن بلغ العشرين حتى أصبح مناضلا متحمسا من أجل استقلال الهند. وعشية الاستقلال اصبح أهم شخصية في البلاد بعد المهاتما غاندي. وبين هذين التاريخين كان قد عرف السجن ما لا يقل عن تسع مرات. وهذه هي ضريبة الحرية. وبعد الاستقلال اختاره غاندي لكي يتسلم شؤون البلاد والسلطة. وبالفعل فقد أصبح رئيسا للوزراء لمدة سبع عشرة عاما! ولم تتوحد الهند تحت قيادة زعيم واحد مثلما توحدت في عهده... وبعد موت غاندي لم يحظ أي زعيم وطني بالشعبية التي حظي بها. ثم تواصل المؤلفة رواية حياة هذه الشخصية الاستثنائية وتقول بما معناه: في عام 1921 أرسله الانليز الى السجن لانه رفض الانصياع للاوامر الحكومية التي كان يعتبرها ظالمة. ولكن قبل ذلك كان قد ذهب كمعظم أبناء العائلات الكبرى الى بريطانيا لاكمال دراسته الجامعية. فقد درس العلوم الطبيعية في جامعة كمبردج، والقانون في جامعة لندن. ثم عاد الى الهند عام 1912 حيث حضر أول اجتماع للمؤتمر القومي الهندي. وبعد أربع سنوات من ذلك التاريخ، أي في عام 1916، تعرف على غاندي. وفي ذات العام تزوج امرأة تدعى «كمالاكول» وأنجب منها طفلته الوحيدة «انديرا» عام 1917 ومعلوم أنها ستصبح فيما بعد شخصية سياسية عظيمه كوالدها وسوف تحكم الهند في عام 1967 1977، ثم من عام 1980 1984 أنها أنديرا غاندي جوهرة الهند. وفي عام 1927 حضر نهرو مؤتمر القوميات المضطهدة في بروكسل بصفته مثلا للمؤتمر الهندي ولغاندي بالذات وهو المؤتمر المكرس للدفاع عن حقوق الشعوب المستعمرة من قبل أنلترا وفرنسا وبقية القوى الاوروبية الاخرى وقد تشكلت في نهاية المؤتمر جامعة النضال ضد الامبريالية، وكان نهرو أحد أعضائها. وفي عام 1929 دعاه رفاقه لرئاسة المؤتمر القومي الهندي الذي عقد جلسة خاصة في مدينة لاهور وفي هذا المؤتمر أقسم اليمين على النضال حتى نيل الاستقلال الكامل للهند وقد اتخذ آنذاك موقفا ضد الفاشية والنازية التي كانت قد أخذت ترفع رأسها في أوروبا وكان الوحيد الذي اتخذ هذا الموقف من بين جميع أعضاء المؤتمر الآخرين فهؤلاء لانهم كانوا يكرهون بريطانيا رفضوا أن يدينوا النازية التي تكرهها أيضا وذلك على طريقة: عدو عدوي صديقي! وقد رفض نهرو دعوة رسمية رسمية جاءته من جهة ايطاليا الفاشية عام 1936، كما رفض دعوة المانيا النازية عام 1938 وأثبت بذلك أنه رجل عظيم وبعيد النظر والواقع أنه لم يكن ضد بريطانيا لانها ديمقراطية وإنما كان ضدها لانها استعمارية وبالتالي فقد كان يشاطر الانليز الكثير من القيم على الرغم من المعركة التي يخوضها ضدهم لنيل استقلال بلاده. الكتاب: نهرو حياة سياسية تأليف: جوديث م. براون الناشر: مطبوعات جامعة ييل 2003 الصفحات: 424 صفحة من القطع الكبير