جمال العروي واحد من نجوم التلفزة الذين اختفوا فجأة من شاشة التلفزة بعد مجموعة من الادوار الاولى في «العاصفة» و»حكم الايام» و»رسالة حب»... لكن غيابه عن التلفزة لم يمنعه من مواصلة عمله في المسرح ممثلا ومخرجا ومنتجا وكانت أحدث أعماله: الجني والعلم الموجهة للاطفال. «الشروق» التقته في «حديث الاحد». * «الجني والعلم» ماذا تريد أن تقول من خلالها؟ هذه المسرحية تتحدث عن حضور الحكاية في حياة الاطفال ففي السابق كان الطفل ينام على حكايات الآباء والاجداد مما يخصب خياله ويمنح قدرة على السفر بعيدا في الاحلام. لكن الحياة تغيرت الآن وأصبح «الكمبيوتر» و»البرابول» في كل بيت فتراجع حضور الحكاية بما تعنيه من خيال وتصوّر وهو ما أثر على التكوين النفسي للاطفال. هذه المسرحية تعيد الاعتبار للحكاية في زمن العلم وهو دعوة للقراءة والمطالعة إذ أنني استعملت الكتاب في التصور السينوغرافي في المسرحية. * كيف توفّق بين مسرحيات الاطفال والكهول؟ لكل عالم خصوصياته. أرتاح في التعامل مع الاطفال فهذه المسرحية هي الرابعة التي أقدّمها للاطفال لأن عالم الاطفال عالم من البراءة التي تكاد تنعدم في حياتنا اليومية. * كنت من نجوم المسلسلات في فترة ما. لماذا غبت؟ لا أملك إجابة عن هذا السؤال، يمكن للمخرجين إجابتكم. فلم أدع منذ سنوات للمشاركة في مسلسلات التلفزة وأشعر بألم كبير لهذا لانني لا أرى مبررا لغيابي. لكن لست من النوع الذي يلح أو يطلب من المخرجين تشريكه حتى في أدوار صغيرة أنا ممثل محترف يحترم مهنته ولكن للاسف الشديد بعض المخرجين يتجاهلون الممثل المحترف ويستعينون بالنكرات المتطفلين وعندما أشاهد المسلسلات في رمضان أتساءل لماذا غبت؟ ولماذا غاب بعض زملائي؟ * ما هي علاقتك بالسينما التونسية؟ ليست لي أية علاقة بالسينما التونسية ولست الممثل الوحيد. المخرجون في السينما لهم آراء واختيارات غريبة ربما سببها مادي أساسا... بدليل أنني موجود في أدوار مهمة في أفلام عالمية وغائب عن السينما التونسية. * شاركت مؤخرا في مسرحية «الباب» باللغة العربية هل تفضل المسرح الكلاسيكي؟ أنا أعشق اللغة العربية وللاسف الشديد لم تتوفر لي فرص كثيرة لتقديم أدوار باللغة العربية الفصحى منذ الثمانينات في المسرح الوطني. لذلك سعدت بدعوة الصديق المنجي بن ابراهيم في مسرحية: الباب التي أعتبرها واحدة من أهم أعمالي. * بعد ثلاثين عاما من المسرح، ماذا ربحت منه؟ إذا كنت تقصد الربح المادي فإنني لم أربح شيئا بل خسرت أشياء كثيرة وبعت بعض ما ورثته عن والدي رحمه الله من قطع أرض لانتاج مسرحيات وشراء معدات وتقنيات يحتاجها العمل المسرحي... مع العلم أن كل أعمالي تحصلت على منح دعم من وزارة الثقافة والشباب والترفيه التي ساعدتني كثيرا ولولا هذه المساعدة المادية والمعنوية لما تمكنت من إنتاج مجموعة من الاعمال المسرحية: الريفيون عربيكا علاء الدين والمصباح السحري صانع الاحلام الخ... لكن في المقابل حققت الكثير من أحلامي الفنية.