اكثر من نصف قرن قضاه عبد المجيد الاكحل في الفن ممثلا ومخرجا وموظبا عاما قدّم عشرات المسرحيات والافلام والمسلسلات ومازال يحلم بمشاريع جديدة رغم ظروفه الصعبة بمناسبة تقديمه لعمل جديد التقته «الشروق» في هذا الحوار. * ماهي تفاصيل المسرحية الجديدة؟ مسرحيتي الجديدة «هات هات» نص نور الدين بن عياد وتمثيل: عزوز الشناوي والأسعد بن عثمان وبوراوي الوحيشي وعزالدين الحمروني وهي من انتاج «عثمان للانتاج» بدعم من وزارة الثقافة والشباب والترفيه واردت من خلالها ان اكشف عن معاناة الممثل. * على ذكر التمثيل، ما هو اول دور مثلته؟ مثّلت في مسرحية: خاتمة النفاف لصالح الزواوي مع محمد حفظي والزهرة فائزة. * في اي سنة؟ سنة 1950 في جمعية الرعد التمثيلي بحمام الانف وكان عمري 10 سنوات فقط. * أين درست فن التمثيل؟ درست في مدرسة التمثيل والمعهد القومي للمسرح والموسيقى والرقص وفي جامعة مسرح الأمم بباريس ومركز الدراسات المسرحية العليا بالحمامات. * ماهي اول مسرحية شاركت فيها في الاحتراف؟ مثّلت ادوارا ثانوية في مجنون ليلى والكلو من عيشوشة في الفرقة البلدية. * علاقتك بعلي بن عياد كانت وطيدة. أليس كذلك؟ علي بن عياد جارنا في حمام الأنف وكنت انادية «بخوي علي» وكنا بمثابة الشقيقين عملت معه كموظب عام للفرقة ومساعد له. * كنت مرشحا لخلافته فلماذا لم تعيّن مديرا للفرقة؟ كنت ابرز مرشح لخلافة علي بن عياد لكن آنذاك المسؤولين في البلدية لا يحبونني فحرمت من إدارة الفرقة. ومشكلتي دائما انني اعمل بصدق واخلاص ولا اعرف نسج العلاقات. * اول مسرحية اخرجتها هل تذكرها؟ طبعا مسرحية «8 نساء» عام 70 و 71 . * ظهورك في السينما التونسية قليل لماذا؟ مثلت الكثير من الافلام والأدوار الهامة مع مخرجين عالميين مثل زفرلي وفرنكو روسي، بلزمان، صاغول، لكن ظهوري في السينما التونسية محدود جدا لان المخرجين يفضلون الهواة ربما او ليست لي ادوار مناسبة! * وفي التلفزة. غيابك ليس جديدا؟ ما لا يعرفه البعض ربما انني من مؤسسي الدراما التلفزيونية في تونس اذ كنت من الممثلين الذين شهدوا مرحلة البث التجريبي للتلفزة وبداياتها الرسمية لكن في السنوات الاخيرة يبدو ان المخرجين نسوا هذا فتجاهلوني ولأنني لا اطرق الابواب ولا اتسوّل الادوار غبت عن التلفزة. * لكن مؤخرا رفضت دعوة الحبيب المسلماني؟ صحيح، لانني ارفض ان اقدّم في هذا العمر دورا صغيرا وتحديدا دور «كومبارس» بأجر زهيد فكنت اقبل الدور ربما لو كان ب 20 الف دينار مثلا. فأغنم ماديا على الاقل ما دام الدور «طياح قدر» اما الخسارة المادية والمعنوية فهذا ما لا ارضاه لنفسي. * ماهي افضل أدوارك في التلفزة؟ دور ابراهيم الثاني في يحيى بن عمر الذي نلت به جائزة احسن ممثل في المهرجان للتلفزيون في دورته الاولى ودور الواثق بالله الحفصي. * والمفتش؟ هذا الدور صنع شهرتي التلفزية في «ابحث معنا» التي للأسف احتجبت رغم نجاحها الجماهيري. * لماذا لا تظهر في الوسط الفني؟ انا احب العزلة وافضل البقاء في البيت على المشاركة في مجالس النميمة. احب الجلسات التي تفيدني ثقافيا وأؤمن بالصداقة لكنها الآن قليلة للأسف. فليس صحيحا انني ارفض الظهور لكن مع اصدقاء قلّة وهذا اختيار مني لأني ارفض تطييح القدر. * ماذا تقصد؟ الوسط الفني مليء بالدخلاء واصحاب المهنة مسؤولون عن تدهورها فالمتطفلون ازداد عددهم والقيم والمقاييس ضاعت في الفوضى الثقافية والفنية. * هل تذهب الى المهرجانات؟ لا اذهب الى المهرجانات لأن العروض التي تلفت الانتباه قليلة وانا لا احب «الشطيح» المتبذل الذي تسرّب الينا من الفضائىات التي تبث «وباء الكليبات».. احب الغناء القديم والموسيقى الكلاسيكية والمسرح الرائع وهذا ما لم يعد موجودا او الاصح اصبح قليلا في المهرجانات. * هل مازلت تحلم بافتتاح قرطاج؟ طبعا احلم بافتتاح قرطاج رغم ان هذا الحلم يكاد يكون مستحيلا الآن. لأن مهرجان قرطاج تحوّل الى مهرجان للغناء فقط وتراجع مستواه كثيرا للاسف. انا افتتحت قرطاج سنة 1974 «بتاجر البندقية» وقدّمت مشروعا في السنوات الاخيرة وهو مسرحية «حنبعل» لكن مشروعي سقط في الماء. *هل ندمت على احتراف المسرح؟ لم اندم رغم الألم والمرارة التي سببها اختياري للمسرح فتصوّر واحدا في سنّي قضى 40 عاما في الاحتراف المسرحي جرايته لا تكفي لتسديد الكراء!.. لكن رغم ذلك لو يعود الزمن الى الوراء سأختار المسرح مرة أخرى.