تبيّن لبعض علماء النفس والاجتماع أن معدّل الاصابة بالكآبة يرتفع عند العازبين أكثر مما يرتفع عند المتزوجين فهل يعني ذلك أن للزواج فوائد نفسية؟ هكذا يتحوّل الزواج الى مقبرة لمشاكل نفسية من كآبة وشعور بالوحدة تلزم الرجل والمرأة على حد السواء في مرحلة عمرية محددة وتنكّد عليه حياته، يقول الدكتور عطيل بنوس وهو مختص في طب النفس: «حالة الكآبة تنتج عن الاحساس بعدم وجود معنى للحياة وغياب أهداف وغايات محددة كما تنتج عن البعد عن العائلة والاحساس بالوحدة، والعزوبية هنا ليست العامل الوحيد لكنها تبقى في كل الاحوال عامل ضغط «ستراس»، فعدم وجود سند عائلي يتسبب في ظهور المرض أو رجوعه أو تماديه خاصة اذا ما تزامن مع عوامل اجتماعية أخرى كفقدان الوالدين مثلا أو تغيير مقر العمل أو التعرض لبعض مشاكل مهنية أو صحية... المرأة أيضا اذا ما تقدم بها العمر ولم تتزوج وتنجب الاطفال تشعر بعدم اكتمال ذاتيتها ومع عدم وجود الزوج أو الزوجة المناسبة إضافة الى كل هذه الظروف الاجتماعية يستشعر الخوف من المستقبل ويعيش حالة كآبة». *الزواج يبعد الكآبة ويوضح الدكتور ع ب أن مثل هذه الحالة من الكآبة لا يمر بها إلا من كان يعاني من اضطرابات نفسية سابقة وتظهر فكرة الزواج وتكوين أسرة «كأسلوب لايجاد محيط اجتماعي مستقر يكفي أن الاطفال والزوجة يشعرانه بالمسؤولية ويعطيانه دورا في الحياة بل ترسم له أفقا مستقبليا ويشعر وهو الاهم من كل ذلك (بمثل هذا الاستثمار) بالشعور بالطمأنينة في ظل ما أوجده لنفسه من سند عائلي». هكذا ينكشف أن للزواج دور نفسي مهم في حياة الفرد لكن لا يعني هذا ان المتزوجين لا يعانون من الكآبة فبعضهم تنقلب حياته بمجرد الزواج الى جحيم ويحذر هنا الاخصائي النفساني د ع: «الزواج وتكوين أسرة يبقى مهم وله دور وقائي وعلاجي لكن يجب أن يكون مبنيا على التوازن وعلى الاختيار السليم للطرف الآخر».