الأسباب الوراثية في الصدارة والكهول والشيوخ أكثر المستهدفين... تونس الشروق : يشكو البعض من ارتفاع ضغط الدم وفي الواقع فإن خطورة مثل هذا المرض وكما تؤكد مصادر طبية تكمن في أنه يؤدي الى الاصابة بالجلطة او نزيف في المخ. وقبل تفكيك اسبابه يؤكد الاطباء المختصّون أن ارتفاع ضغط الدم وفي غالب الحالات لا توجد له علامات معيّنة لكنه وعندما يكون الارتفاع عالي فإن صداع في مؤخرة الرأس او صفير في الاذنين وفي بعض الاحيان نزيف في الانف تكون من أبرز علاماته. وقد يتجاوز الامر مستوى هذه العلامات ويلحق بصاحبه اضرارا خطيرة يقول الدكتور عبد القادر الغربي: »الاخطار متعددة منها ما يؤثر على الكلى بدرجة أولى، ومنها ما يؤثر على المخ فيصاب المريض بنزيف في المخ لا سيما اذا ما رافقت حالات ارتفاع ضغط الدم، غيبوبة وفقدان الوعي«. مثل هذه الاخطار أكّدها ايضا الدكتور مبروك التيس (اختصاصي في امراض القلب والشرايين) إذ يقول: »الدم يغدر«، لا يمكن ان يطمئن إليه فارتفاعه يمكن ان يؤدي الى اضطرابات في النظر والاصابة بالعمى، بل الامرُّ من ذلك يمكن ان يكون قاتلا إذ يحدث نزيفا في المخ يؤثر على القلب فيسبّب جلطة قلبية وأحيانا يحدث انتفاخا بالقلب. وفي حالات اخرى يمكن ان يطال الكلى ويؤدي الى قصور كلويّ يعطّب أداء الكليتين ويؤدي الى عمليات التصفية. لكن ما هي اسباب ارتفاع ضغط الدم؟ وهل أن فئة عمرية معينة مهددة اكثر من غيرها للاصابة به؟ يُجيب الدكتور عبد القادر الغربي قائلا: »من بين الاسباب نسبة كبيرة تفوق 60 تعود لعوامل وراثية. خاصة لدى اولئك الذين تتجاوز أعمارهم 45 سنة، أما باقي الفئات العمرية ما بين 18 30 سنة فإن من بين الاسباب امراض الكلى مثل انسداد شرايين الكلى، أو امراض الكلى كعضو التي تؤدي الى انسداد الشرايين وبالتالي الى ارتفاع ضغط الدم. ولا ننسى ان الادمان على التدخين والادمان على الكحول له تأثير ايضا. الأملاح وحبوب منع الحمل ويكشف الدكتور مبروك التيس بعض الاسباب الاخرى »أغلب الأسباب متأتية من عوامل بيئية مثل الارهاق وأخرى وراثية وبعضها متأتي من أمراض الكلى والغدد وخاصة انسداد الشرايين، شرايين الكلى ولا يخفى ايضا ان تناول حبوب منع الحمل او بعض أدوية الروماتيزم له دور أيضا بل ان تناول الاملاح بصورة كبيرة ومكثفة يعدّ من بين الاسباب. وللاشارة فإن الغدد الشيريانية لها نوعان من الامراض التي تصيبها: أولا: توجد بعض الاورام تفرز هرمونات وتكثر من هرمون (Aldostorole) وهو يرفّع من الضغط. ثانيا: ان هذه الغدد من شأنها ان تصاب بالتضخم وهو يرفع بدوره من ضغط الدم. ويمضي الدكتور في الحديث عن ارتفاع ضغط الدم فيؤكد: »أن هذا المرض يشكو منه خاصة الفئة العمرية التي تجاوزت سن 60 أما بخلاف ذلك فقد تبين أن الاشخاص الذين يعيشون في محيط البحر الابيض المتوسط أقل عرضة لارتفاع ضغط الدم لأن المحيط يكون اكثر توازنا ويحتوي على نسبة قليلة من الكوليسترول لا تؤثر بدرجة كبيرة على انسداد العروق وتصلب الشرايين. كما أن الاشخاص ذوي البشرة السوداء ونظرا لانهم اكثر حساسية للملح نجد احتمال تعرضهم لارتفاع ضغط الدم أكثر من السكان ذوي البشرة البيضاء وتوجد دراسات علمية حديثة بامريكا بيّنت ذلك. وبالاضافة الى ذلك والكلام للدكتور عبد القادر »إن الانسان المدخّن والبدين مرشحان اكثر لارتفاع ضغط الدم. وعليه فانني انصح الاطفال الصغار بألا يكثروا من تناول الاملاح فاحترامهم لتوازن الاكلة يقيهم ارتفاع ضغط الدم، كما أن ارتفاع الضغط عند الكهل (Lصhypertension Artirielle rodiopathique) يلزمها حمية، فهو مطالب بالتقليل من الاطعمة التي تحتوي على الأملاح أو بالاقلاع عنها تماما مثلما مطالب بالاقلاع عن التدخين والكحول، لأن الداوء عندما يتناوله مع الكحول لا يعطي أية مفعول. ثم ان ممارسة الرياضة ايضا امر على درجة كبيرة من الاهمية لأنها تمكن القلب من التعوّد على ان يدق بسرعة. أدوية لتوسيع الشرايين وقد أمطرنا الدكتور مبروك التيس بدوره بجملة من النصائح »عندما يلجأ المريض للقياس قياس الضغط عند الطبيب المختص يجب ان يبقى جالسا لمدّة / ساعة مع قياس الضغط كي يترك مجال للقلب حتى يرتاح، تكون عملية القياس في اليد اليمنى واليسرى لمدّة 3 مرات اذا ما تبيّن لنا وجود ارتفاع ضغط الدم خلال الفحص يتعين مراقبة الضغط لمدة شهر واحد بمعدّل 3 مرات في الاسبوع، إذ تبيّن خلال هذا الشهر ان الارتفاع حقيقي يتمتع المريض بقياس الضغط مدّة 24 ساعة بجهاز خاص قادر على قياس الضغط كل ربع ساعة في النهار ونصف ساعة في الليل، وإذا تبين نسبة ارتفاع اكثر من العادي يصبح المريض حاملا لارتفاع ضغط الدم بصفة آلية ومزمنة ويتعيّن في هذه الحالة وصف دواء لتذليل الضغط. وأثناء مراقبة الضغط يتعين على المريض تنقيص كمية الملح مع القيام بالرياضة المناسبة لعمره كالمشي وتعديل السكري والكاليسترول والامتناع عن التدخين. كما توجد أدوية متنوعة لها وظائف مباشرة على القلب وأخرى تساهم في توسيع الشرايين وأخرى ايضا تحدّ من الهرمونات التي تنقص الضغط. ان الادوية موجودة بل انها وكل 3 سنوات يبرز دواء جديد يساعد على مقاومة ارتفاع الضغط. هذا الضغط الذي حدّدت أعداده العادية سنة 1999 ب 8.5/13.5 (m/HG).
