بدأ الكتابة والنشر مع بداية الستينات. من علاماته المميزة : احساسه العميق بالطفولة... لإيمانه بأن من لم يمت فيه الطفل يبقى نبيا، ايمانه الشديد بالحب... لأنه الوجه الآخر للحياة، نكرانه الدائم للأشياء... كما لو كان سيعيش ألف سنة... الحوار غير المباشر الذي ارتأينا اجراءه مع الأديب البشير التلمودي هو من و حي البعض من شذراته وومضاته المزروعة هنا وهناك في المجلات والملاحق الثقافية. * أستاذ بشير... متى تنام؟ إن من لا يعرف الظلام لا يحتاج الى النوم. * من هم ضحايا المطبات؟ إن من لا يستحضر أخطاءه.. يسقط حتما في نفس المطبات. * هل سنلتقي بعد رحيلنا؟ أنا واثق من أنني سألتقي بالبعض منكم، لكنني خائف من نسيان بقايا صور أيامنا المتبادلة. * هل تؤمن بالوفاء؟ كلما تعمقت في النفس البشرية الا وازددت ايمانا بالكلاب. * هل من توضيح آخر؟ كيف تريد ممن لا يؤمن بالوفاء للأحياء... أن يمارس الوفاء للأموات. * والحب الحقيقي؟ الحب الحقيقي.. لن يصيبه اليتم أبدا. * ماذا تعني الذكرى بالنسبة اليك؟ إن الذكرى هي الخيط الرفيع الوحيد الخالد الرابط بين الأوفياء... الاحياء منهم والأموات. * وماذا تقول في النسيان؟ النسيان هو ان ينطفئ الواحد منا في ذهن الآخر مع مرور الايام... رغم كل الصور وكل الوثائق وكل الذكريات. * هل تخشى الموت؟ لا أدري بالضبط.. أحيانا أخشاه وأخافه.. وأحيانا أتجاهله.. لكن يبدو ان ما سيقوم به المأمور نحوي في يوم ما ساري المفعول على الجميع دون استثناء وهذا ما يلطف قليلا من جزعي وحيرتي. * لنعد الى الحياة... ماذا تمثل الارض بالنسبة اليك؟ الارض هي أمي وحبيبتي وابنتي الرابعة. * كيف؟ كل ما في هذه الحبة الصخرية من هضاب وبحار وغابات وأتربة ومدن ووجوه مختلفة هي جزء مني ومن أحلامي وهواجسي وضياعي. * أراك حزينا... لماذا؟ شيء مؤسف ان لا تكون الحياة في حجم طموحات الانسان. * متى يصيبك الفرح؟ أفرح حين يحييني الله صباحا وحين أصافح وجها مشرقا وحين أضع على جبيني رغيفا وأبلل شفتي بماء المطر. * ماذا تعني هذه الكلمات بالنسبة اليك : العجز، الجحود، الصمت؟ أقسى حالات العجز... أن تصمت وأنت قاب قوسين او أدنى من الانفجار. منتهى الجحود هو ان يتنكر الانسان لفضائل خالقه عليه وبالتالي فالجحود هو الوجه الآخر للكفر. أما الصمت فإنه الصلاة الحقيقة للانعتاق من جنون الهذيان وهو الرد الاعظم على الكفر الارعن. * ختامها أمل الأمل هو أن تشعر رغم كل الحواجز والمطبات بأنك قادر على أخذ مكانك الطبيعي في دوامة هذا العالم العجيب. * ألا تخاف ان تبقى أفكارك هذه مبعثرة كأوراق الخريف وسط العاصفة! لا يهم، إن بقيت كلماتي وأوراقي وصوري مبعثرة كما هي اليوم وغدا... إن خلود آثار الفكر فوق نسيان الزمن.