يستقبل أهالي معتمدية ساقية سيدي يوسف شهر رمضان الكريم بشيء من التخوف والحيرة من مواجهة تكاليفه باعتبار الارتفاع غير العادي للأسعار. هذه المخاوف لها ما يبرّرها حسب آراء المواطنين فأسعار الخضر والغلال الفصلية التي عادة ما تكون أسعارها في المتناول ارتفعت بشكل محيّر. فبعض المواد الغذائية غير الأساسية تجاوزت أسعارها كل حدود المنطق والمعقول خلال الأشهر الأخيرة خاصة في شهر الصيام الذي يشهد أعلى مؤشر استهلاك فقد تلتهب الأسعار وتشتعل بشكل تعجز فيه العائلات عن توفير حاجياتها الضرورية والحياتية. وفي هذا الخصوص عبر لنا أحد المواطنين عن قلقه من ظاهرة اختفاء بعض المواد الغذائية مثل الحليب ومشتقاته وكذلك الزيت والسكر والمياه المعدنية وهو ما دفع ببعض المواطنين الى التهافت على شراء الزيت على وجه الخصوص وتخزينه خشية أن يفقد كليا خلال شهر رمضان. هذه الظاهرة من شأنها أن تشجع على عمليات الاحتكار وارتفاع الأسعار بما سيساهم في تعقيد قدرة المواطنين على مواجهة مصاريف هذا الشهر ويجعلهم بين مطرقة المحتكرين وسندان رمضان إذا لم تكن هناك تدخلات حاسمة وفعالة من لدن سلطة الاشراف وكذلك التعويل على وعي المواطنين في التصدي ومقاومة الاحتكار والغش والبيع المشروط وعلى مدى قدرتهم على التحكم في شهواتهم والتخلي عن اللهفة المفرطة وهي الوسيلة الأنجع التي تضمن للمستهلكين حقهم في الحصول على السلع ذات الجودة العالية بأسعار مناسبة. ثم أكد على أن تعمل السلطة على تزويد الأسواق بالمواد الغذائية والسلع بالقدر الذي يستجيب لطلب المستهلكين حتى يختل توازن السوق فيصبح الطلب أكثر من العرض وهو ما سيؤدي الى المضاربات في الأسعار ويفتح باب الاحتكار على مصرعيه. وأبدى حيرته من غياب المراقبة الاقتصادية والصحية التي يتحتم أن تقوم بدورها المعهود في هذه المناسبة من خلال تكثيف المراقبة والزيارات الميدانية للحدّ من التجاوزات وقطع دابر المخالفين للتراتيب المعمول بها بالأسواق التجارية في مجالي الأسعار والجودة حفاظا على القدرة الشرائية للمواطنين.