لم يعد الرئيس علي عبد اللّه صالح من «رحلته العلاجية» بعد لكن المظاهرات المؤيدة له عادت بقوة إلى الساحة اليمنية التي انتفضت في احتجاجات مليونية محذّرة من المساس بوحدة اليمن وبرئيسه... احتشد أمس ملايين اليمنيين بمحافظات ومناطق عدّة في ما أسموها «جمعة الاخلاص» تأييدا للرئيس علي عبد اللّه صالح الذي تقدمت الأممالمتحدة بثلاثة خيارات لنقل السلطة منه. وقد توّجه ملايين المتظاهرين بعد أن أدّوا صلاة الجمعة في ميدان السبعين بالعاصمة وفي الميادين العامة الى مسيرات حاشدة رفعوا فيها صور رئيسهم الذي يعالج بالسعودية. التزام يمني كما رفع المشاركون في المسيرات شعارات عبّرت عن التزامهم بالاخلاص للوطن وللقيادة السياسية والمؤسسات الدستورية. كما أكدت المسيرات على ثبات اليمنيين على الوحدة والصمود في خندق الحفاظ على مكاسب الحرية والديمقراطية والشرعية الدستورية في ظلّ قيادة علي عبد اللّه صالح. كما جدّدت المسيرات التمسك بحكم الشعب لنفسه بنفسه والالتزام بمنهج الديمقراطية ووسيلة الحوار لتحقيق الوفاق الوطني والالتزام بالولاء الصادق للوحدة وللرئيس علي عبد اللّه صالح. وجدّدت الجماهير اليمنية دعوتها لأحزاب اللقاء المشترك لاحترام إرادة الشعب ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار والبدء في حوار وطني شامل يخرج اليمن من أزمته الراهنة وإنهاء الاعتصامات ووقف أعمال العنف والفوضى. من جهتها نفت السلطات اليمنية أمس أن تكون قوات الأمن تصدّت لمظاهرة نسائية أمام السفارة الأمريكية أو استخدمت العنف بحقهن... وقال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية اليمنية في بيان له إنّ الاجراء الذي اتخذه رجال الأمن يأتي حرصا على سلامة السفارة وأمنها. عرض أممي من جانبها ذكرت مصادر يمنية أمس أن مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر الذي يزور اليمن حاليا عرض ثلاثة خيارات على القوى السياسية اليمنية في السلطة والمعارضة بشأن نقل السلطة في البلاد في اطار المبادرة الخليجية لحلّ الأزمة السياسية الحالية. وقالت المصادر: «هذه الخيارات هي توقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية والبدء الفوري في تنفيذها أو تفويض الرئيس بشكل رسمي وعلني لنائبه بالتوقيع على المبادرة الخليجية والبدء في تنفيذها أو اجتماع الموقعين على المبادرة الخليجية من الحزب الحاكم والمعارضة واتخاذ قرار البدء الفوري بنقل السلطة الى نائب الرئيس وفقا للمادة 116 في الدستور اليمني.