المدينة (بفتح الدال) أو التبروس حسب التسمية الرومانية... يوجد هذا الموقع الأثري شمال الطريق الرابطة بين جريصة والدهمانى على شريط من التراب بين واديين وقد اعتمدت التهيئة العمرانية فيه على التخطيط النوميدي تقاطع الشوارع الرئيسية العامة بالمدينة والتي يشرف عليها الكابتول. وقد قام المعهد الوطني للآثار بتونس بالتنقيب عن هذا الموقع وترميمه بدعم من الوكالة الوطنية لإحياء التراث والتنمية الثقافية وبمشاركة جامعة برشلونة الأسبانية وجامعتي ماشيرتا وباري الإيطاليتين والمركز الوطني للدراسات بروما ولكن مدة الترميم التي تقوم بها هذه الجمعيات الأجنبية لا تتعدى 15 يوما في السنة..فهل سيبقى المعهد الوطني للآثار تحت رحمة هؤلاء ؟ وهو الذي يزخر بعدد كبير من الأكفاء لترميمه ؟ عمال يتذمرون عند زيارتنا هذا الموقع وجدنا به أكثر من 20 عاملا يقومون بأعمال مختلفة تحت إشراف ناظر أشغال... العمال لم يحصلوا على رواتبهم منذ شهر أفريل المنقضي وترجونا إبلاغ أصواتهم إلى المسؤولين وهم على أبواب شهر رمضان المعظم . أما الناظر فبالإضافة إلى عمله الأصلي ، يطلب منه أحيانا تفقد المواقع الأثرية الموجودة بالولاية دون تخصيص سيارة لذلك مما جعله يتنقل على دراجة نارية معرضا نفسه إلى لهيب الشمس صيفا وبرودة الطقس شتاء بدون أي مقابل لان هذه المراقبة لا تدخل في اختصاص عمله . منطقة بحاجة إلى عناية كبيرة وتعتبر منطقة المدينة من المناطق الأثرية المهمة ببلادنا لما تحتويه من مخزون كبير من الاثار ولكنها في حاجة إلى لفتة كبيرة من وزارة الثقافة والمعهد الوطني للآثار... خاصة ان ما يرصد لها حاليا لم يتعد 60 ألف دينار في أقصى الحالات ولا يغير من واقعها شيئا مقارنة بما يرصد إلى أماكن أخري ب 500 ألف دينار... فهذه المنطقة تزخر بإرث ثقافي كبير يجعلها قبلة للباحثين والسياحة الثقافية كما أن كميات المياه الموجودة بها تستطيع أن تجعل منها قطبا فلاحيا لو وجد ت الاهتمام والعناية اللازمين .