منذ أن انطلق مهرجان قرطاج أو ليالي قرطاج كما تسميته الجديدة، لم يتجاوز عدد جمهور السهرة الواحدة بعض المئات. هذا الغياب تعدّدت أسبابه . عشرات السهرات مرّت في ليالي قرطاج احتضنتها مجموعة من الفضاءات النجمة الزهراء، فضاء العبدلية، المسرح البلدي، متحف قرطاج ومداره، ورغم تميّز بعضها وسقوط البعض الآخر في الرداءة لم يسجل جمهور قرطاج حضوره المعتاد في كلتا الحالتين. أسباب متعدّدة مقاعد شبه فارغة وجمهور لم يتجاوز عدده العشرات، مشهد يتكرر من فضاء الى آخر ومن حفلة الى أخرى تعدّدت أسبابه تقول السيدة صوفية «الوضع الأمني الحالي بصراحة ليس مستقرّا وشخصيا أخشى الذهاب الى مثل تلك الفضاءات المغلقة»، غير أن ابنتها أمال لم تشاطرها الرأي وأكّدت ان السبب ليس متعلقا بالوضع الأمني لأن التونسي يخرج ليلا وتجده في كل مكان حسب رأيها لكن السبب الرئيسي تقول أمال هو نوعية العروض المقدّمة فهي لا تستقطب الجمهور حسب كلامها. في حين يرى محمد أن تغير الفضاء من مسرح قرطاج الى فضاءات اخرى من ضمن الاسباب الرئيسية التي غيّبت الجمهور فهيبة مهرجان قرطاج حسب تعبيره مرتبطة بالفضاء الذي يقام فيه المهرجان. نفس الرأي يشاطره فيه صديقه بسام فهو يرى أن الفضاء مهم في استقطاب الجمهور وبالرغم من عراقة وجمال الفضاءات التي يقام فيها المهرجان في هذه الدورة فإن لمسرح قرطاج الاثري نكهته الخاصة يقول بسام «فأنا شخصيا أحب ذاك المكان وأحيانا أزوره للتمتع به بدلا من التمتع بالشهرةالتي يحتضنها». «نريد نجوما» أحلام تقول اشتقنا الى السهرات التي تستقطب الآلاف «نريد نجوما من الوزن الثقيل» تضيف أحلام «لابد من اعادة ترتيب أوراق مهرجان قرطاج وأحببنا أو كرهنا الفنّان الشرقي هو الذي يستقطب أكبر عدد ممكن من الجمهور»، وبالرغم من تفوّق وجدارة الفنان التونسي «تضيف أحلام الا أن مشكل الانتاج والتوزيع في تونس يقفان عائقا ضدّه». هكذا إذن تعدّدت أسباب عزوف الجمهور التونسي عن مهرجان قرطاج حسب رأي جمهور المهرجانات بالرغم من أن الفنّان التونسي قادر على اقامة الحفلات امام آلاف الناس الا أن العوائق كبيرة وربما هذه التجربة أي تجربة مهرجان قرطاج مع الفنان التونسي قد تفتح الابواب أمامه وتغير فكرة الجمهور عنه. الأمور غير واضحة وعن عودة مهرجان قرطاج الى سالف عهده وفضائه أكّد لنا مصدر من وزارة الثقافة أن الأمور الآن مازالت لم تتّضح بعد وربّما مع نهاية هذه الدورة يضيف نفس المصدر تتّضح الرؤية ونقف عند الاجابيات والسلبيات ويأخذ القرار إما أن يتواصل مهرجان قرطاج بهذه الشاكلة أو يعود كما كان من قبل...». لكن الى حدّ الآن يقول مصدرنا فإن الوزارة لم تتخذ أي اجراء رسمي.