تعدّ مدينة طولون جنوبفرنسا من أكبر المدن الفرنسية التي تتواجد فيها الجالية التونسية التي تعدّ 40 ألفا أغلبهم من منطقة بنزرت وقد بدأ تواجدهم منذ الستينات . هذا الحضور الكبير للجالية كان لابد أن يترتّب عنه حضور الجمعيات التونسية وقد كانت جمعية التونسيين بطولون أوّل الجمعيات التي تأسست سنة 1984 التي كانت النواة الأولى لتأسيس أعرق جمعيات الهجرة جمعية التونسيينبفرنسا التي تتوزّع فروعها بين باريس ومرسيليا وطولون وبوردو . هذه الجمعية التي يرأسها الناشط الحقوقي عزالدين بوعشير تملك مجموعة من المقرّات وتقدّم خدمات كبيرة للجالية التونسية في كل المجالات التربوية والثقافية والرياضية والصحية وقد نجحت طيلة العهد السّابق في المحافظة على أستقلاليتها مع النظام السّابق كما نجحت في المحافظة على دعم الجهات الفرنسية وخاصة مجلس الجهة والبلدية لجدّية نشاطاتها وشفافية معاملاتها المالية . إطارات الجمعية يعمل فيها حوالي 40 موظّفا ولها مجموعة من الفضاءات في مدينة طولون ويقول السيد عزالدين بوعشير ل «الشروق» إن البداية كانت سنة 1984 عندما تأسسّت الجمعية بعد أستقراره في طولون قادما من نيس بعد تجربة مع القوى التقدمية في النضال ضدّ احتكار الحزب الدستوري أنذاك للحياة السياسية في المهجر . ومنذ سنة 1984 نجحت الجمعية في أن يكون لها أنصار ومنخرطين بين الجالية يعدّون بالالف ومن أسباب نجاحها في رأي مؤسسها حفاظها على أستقلاليتها وعدم «تورّطها»في النشاط السياسي لا مع السّلطة ولا مع ضدّها ورفعها شعار خدمة المهاجرين وتقديم أكثر ما يمكن من الخدمات لهم وفي هذا الإطار تنظّم الجمعيات دروس تكميلية لأبناء المهاجرين وتوفّر لهم مركز أعلامية مجهّز بأحدث التجهيزات ويقدّم خدماته مجانا وأسست فريق لكرة القدم «المستقبل الرياضي بطولون»فيه 200 مجاز أغلبهم من أبناء المهاجرين ونادي للمتقاعدين ودروس في اللغة الفرنسية للمهاجرين الجدد وبالتالي كان نشاطها شاملا في كل المجالات . الجمعية بعد الثورة عاشت جمعية التونسيين بطولون بعد 14 جانفي مرحلة جديدة خاصة في علاقتها بتونس فقد تخلّصت من التضييقات التي كانت مسلّطة على الجمعيات وقامت بحملة جمع تبرّعات مالية وصلت الى 500 ألف اورو بمساهمة مجلس الجهة والبلدية خصّصت لدعم مستشفيات القصرين وتالة بالتنسيق مع الهلال الأحمر التونسي وجمعت 12 حاوية من التجهيزات الطبية تبرّعت بها مستشفيات جهة طولون وبعض المواطنين التونسيين والفرنسيين والجمعيات وقد إضطرت الجمعية لدفع 17 الف اورو كمصاريف شحن في تونس وهذا المبلغ الكبير يقول السيد عزالدين بوعشير أنّه لا يشجّع الجمعية على تنظيم حملات أخرى وهو يطلب من إدارة الموانئ تمكين الجمعية من الإعفاء من مصاريف الشّحن بعد أن إستجابت الديوانة التونسية الى إعفائها من الضرائب بأعتبار الصبغة الأنسانية لنشاطها وتقوم الجمعية بحملة جديدة لجمع الكتب لدعم من المكتبات العمومية التي تضرّرت من الأنفلات الأمني وخاصة في القرى والمدن الدّاخلية . الجمعية لم تتخلّ عن دورها تجاه المهاجرين غير الشرعيين فهي تعمل الآن على تسوية وضعية حوالي 20 مهاجرا تونسيا وصلوا إليها أغلبهم من المراهقين دون السّن القانونية وتحاول الجمعية تسجيلهم في معاهد المدينة والتكفّل بمصاريفهم والإحاطة النفسية بهم . الانتخابات يقول السيّد عزالدين بوعشير ان المشكل الكبير الذي تواجهه الجالية هوغياب مركز تسجيل في طولون رغم وجود فضاء الأسرة وهو مقر كبير تابع للقنصلية كان من الأفضل استعماله كمكتب تسجيل لأنّ تنقّل 40 ألف تونسي الى مرسيليا للتسجيل في القائمات الانتخابية متعب جدا وقد يدفع الألاف الى عدم التسجيل وبالتالي عدم المشاركة في الأنتخابات وتعمل الجمعية منذ أيام على تحسيس المهاجرين بضرورة التسجيل مع التنسيق مع المصالح القنصلية لفتح فرع في طولون لتسهيل عملية التسجيل للمهاجرين . ويعتبر السيد عزالدين بوعشير أنّ نسبة الأقبال الضعيفة على التسجيل مؤشّر خطير على مستقبل البلاد .