تشهد أشغال الطريق السيارة صفاقسقابس وتحديدا في قسطيها الأول والثاني تعثرا واضحا اقترب من توقف الأشغال تماما وهو ما لاحظته «الشروق» ميدانيا. أشغال إنجاز هذين القسطين وانطلاقا من مدينة صفاقس عهدت إلى مقاولة إيطالية (توديني) بمبلغ من العملة الصعبة يعادل مائتي مليون دينارا وتردد أن هذه الشركة كانت مسنودة من أصهار الرئيس السابق. أول ما يلفت الانتباه وعلى طول مسار حضيرة الأشغال غياب إطار تابع للمقاولة الإيطالية أو لشركة تونس للطرقات السيارة صاحبة المشروع أو لحساب أي جهة إشراف أو رقابة. كما غابت عن طريق مكاتب أو مخابر للمواد المستعملة في الأشغال ولم نجد غير عامل وأربع شاحنات تنقل التربة وتكدسها ولتفرش في ما بعد بطبقة على علو متر ونصف (1.50م) عوضا عن طبقة بثلاثين صم كما تفرضه المواصفات والشروط الفنية للمشروع وفق ما أكده لنا الفنيون كذلك وقع خطأ في توطيد الطريق فأين المراقبة. غياب الآليات والتجهيزات والعمال والفنيين التابعين للمقاولة الإيطالية التي التزمت بهم المقاولة الإيطالية بكراس الشروط الخاص بطلب العروض وغياب مواصفات الإنجاز طرح أكثر من سؤال حول هذه الإخلالات وحول غياب المراقبة والمحاسبة وأساسا حول كيفية الوصول إلى إتمام إنجاز الطريق السيارة في حدود شهر مارس 2013. قضيتان في الأفق ودون العامل التابعة للمقاولة الإيطالية وجدنا عددا من الأفراد قابعين قرب ثلاث معدات متوقفة وقد صرح لنا أحدهم أنهم والتجهيزات تابعون لمقاول في شكل مناولة تونسي فوتت له المقاولة الإيطالية الأشغال المعهودة به إليها لكنها لم تمكنه من مستحقاته رغم أنها قبضت إلى الآن 70 مليون دينارا. هذا المقاول أفادنا بأنه يستعد لرفع الأمر إلى القضاء للحصول على مستحقاته من المقاولة الإيطالية. نفس التوجه أي اللجوء إلى القضاء قرره صاحب المقطع محمد العموص الذي يتهم المقاولة الإيطالية بعدم احترام بنود العقد المبرم بينهما وأساسا من حيث كمية «التيف» المستخرجة من المساحة المستغلة والمتفق عليها وتعمد الشركة الإيطالية إدخال أطراف «أجنبية» دون موجب قانوني ودون إبرام عقود وتعمدها تخريب الأرض واستغلالها استغلالا سيئا. وأضاف صاحب المقطع أن المقاولة الإيطالية لم تحترم مدة العقد المتفق عليها إذ أنه تم الاتفاق على إنجاز الأشغال خلال خمسة أشهر فتم تجاوز المدة ولم تنته الأشغال بعد. تشكيات المواطنين وخلافا لما أكدته شركة تونس للطرقات السيارة من أن المتساكنين المجاورين لمشروع الأشغال لهم مطالب تشغيل مفرطة فإنهم يشتكون من الأضرار البيئية والفلاحية التي لحقت بحياتهم وموارد رزقهم خاصة أن الأشغال طالت أكثر من المدة المتفق عليها وتأخر الإنجاز. وتقول السيدة ونيسة الدوزي (70 سنة ربة بيت) أن الغبار المتناثر عليهم من الشاحنات التي تنقل التربة خلف لهم أمراضا جلدية وصعوبات في التنفس ومنعهم من «إعداد العولة السنوية» كتقليد دائم في الجهة لإعداد المواد الغذائية لكامل العام وأشارت مسعودة الحزامي وعلي السعداوي إلى الأخطار المحدقة بهم التي تمثلها الشاحنات الثقيلة التي تنقل التربة والتي تمر قرب مساكنهم. وتحدث عبد الكريم ريقان ووالدته سارة عن الأضرار التي لحقت بفلاحتهم التي تمثل مورد رزقهم الوحيد إذ أهلكت الأتربة والغبار أرضهم التي تمتد على 20 مربعا مشجرة لوز وأشجار مثمرة وتضررت نصف الأشجار وعلاها الغبار واضطرت العائلة إلى الصمت خوفا من «الطرابلسية» وقتها لأنهم جاؤوا بالمقاولة الإيطالية.