مرّة أخرى تعود السرقات المنظّمة لتضرب بقوّة في عديد مناطق جهة المهدية، التي أصبحت مستهدفة أكثر من أي وقت مضى بالاعتداءات والسرقات الموصوفة، بحكم توافد المصطافين وطالبي الراحة والاستجمام على هذه المنطقة الهادئة والجميلة. فما تعيشه جهة المهدية هذه الأيام لم تعرفه حتى في أحلك فترات ثورة 14 جانفي، فالسرقة والنهب، عادت لتضرب بقوّة في الأماكن العامة وفي وضح النهار من طرف عصابات مسلّحة أغلبهم من الفارين من السجون، والذين مازالوا يرتعون ويعيثون في الأرض فسادا، في ظلّ عدم القبض عليهم من طرف الأمن الذي يبقى دوره دون شكّ حماية المواطنين في مثل هذا الظرف التي طالت فيه أيدي المجرمين الشواطئ ومرتاديها، خاصّة من غير أصيلي المدينة.. وما شهدته مدينة سلقطة في الآونة الأخيرة يعتبر سابقة خطيرة للغاية، حيث تمّ الاعتداء على عائلة بالضرب وسرقة ملابسهم ومعدّاتهم من قبل مجموعة من الأشخاص ممّن أخذوا من شواطئ سلقطة ورجيش والغضابنة مكانا مفضّلا لممارسة إجرامهم على خلق الله،فاستباحوا الشوارع والأماكن العامة لتعاطي جميع المحرّمات دون رادع ولا رقيب... في صورة تدلّ بوضوح عن مدى اختلاط مفاهيم الحرية والديمقراطية التي مازالت أبعد ما تكون عن الممارسة الفعلية لمن فهمها على وجه الخطأ.