بدأت الحركة السياحية تدبّ شيئا فشيئا في مدينة المهدية التي تعتبر الوجهة المفضّلة للسياح ومحبّي الراحة والاستجمام في مثل هذا الوقت من كلّ سنة حيث أن الكثير من التونسيين يفضلون قضاء إجازاتهم الصيفية وعطلهم في هذه المدينة وأحوازها والتي تتمتع بمناخ رائع وجمال خلاب يجمع بين نقاء وزرقة المياه ونظافة الشواطئ بالإضافة الى الحركة الثقافية التي تعيشها المهدية عبر أكثر من مهرجان محلّي ودولي خلال فصل الصيف. وككلّ سنة وضمن برامجها الموجهة الى الاعتناء بمناطق الاصطياف انطلقت البلديات المعنية، كلّ حسب إمكانياتها، في القيام بجملة من التدابير الداعية للمحافظة على جمالية المنطقة عبر التعهّد بالصيانة لبعض المناطق التي تعتبر قبلة السياح ومرتادي المنطقة. وقد باشرت بلديات المهدية ورجيش وقصور الساف والشابة بتنفيذ العديد من الإجراءات في هذا الصدد بتعزيز أسطول النظافة ورفع الفضلات المنزلية واقتناء حاويات جديدة وتنظيم حملات تنظيف للشواطئ في كل من الكرنيش والمنطقة السياحية وشاطئ رجيش وسلقطة والمناقع والغضابنة والشابة وإصلاح النتوءات التي تعاني منها أغلب الطرقات والمسالك المؤدّية الى الشواطئ. كما انطلقت المصالح المختصّة منذ مدّة في مقاومة ظاهرة انتشار الحشرات والناموس والتي ترتكز أساسا على جهر مجاري المياه وردمها ورشّ المبيدات في المياه الراكدة، وتمّ الاتفاق مع الوكالة الوطنية لحماية الشريط الساحلي على الانطلاق في غربلة رمال الشواطئ لمقاومة ظاهرة انتشار المواد البلاستيكية والفضلات وانتداب سباحين منقذين لمراقبة الشواطئ وحماية المصطافين والذين سيباشرون العمل انطلاقا من يوم 15 جوان. بعد أن بدأت حملة تجميل الشوارع والمرافق بشكل يعكس الطابع السياحي العصري الذي تتمتع به الجهة عبر مسح الطرقات والمسالك وتقليع الأعشاب الطفيلية ورفع فضلات البناء التي اكتسحت المنطقة بشكل مفزع بعد ثورة 14 جانفي والسؤال المطروح اليوم هو متى تتدخّل السلط المعنية لوقف نزيف البناء الفوضوي الذي اكتسح أغلب المناطق بما فيها المناطق التي يحظّر فيها البناء ؟.