محمد بن عمر الجريدي عمره تجاوز الثمانين لكن ذاكرته مازالت تحتفظ بأدق التفاصيل، تفاصيل رمضان زمان بربط الحلفاوين ونهج الباشا وغيره من انهج المدينة العتيقة انه الشيخ محمد بن عمر الجريدي الذي حدثنا عن رمضان زمان فقال: لقدر فقد رمضان نكهته منذ الستينات عندما وصل بورقيبة إلى سدة الحكم وأمر الناس في ذلك اليوم المشهود في فضاء البالماريوم بإفطار رمضان. ولقد تأثرنا حينها بذلك القرار وأصبحنا نحمل أفكارا سيئة عن الزعيم واذكر أن الأطفال الصغار الذين كانوا يهتفون بحياة الزعيم كلما مر بالمكان انقطعوا عن هذه العادة وأصبحوا لا ينطقون اسمه ولا يهتفون بحياته كما كان. وعن بقية ذكرياته مع رمضان زمان أجاب: كنا ونحن صغار أكثر إصرارا على الذهاب إلى جامع الزيتونة أين تنصب «قصاع المخارق» والزلابية ليأكل منها المصلون والأطفال الصغار وعابرو السبيل وبعد ذلك نتابع السهرات التي تنظم بدار حمودة باشا وكنا نستمتع بالمالوف والأغاني الدينية ثم ننتقل إلى بطحاء الحلفاوين لحضور حفلات الكافيشانطة والاستماع إلى علي الرياحي وشافية رشدي وفتحية خيري وإسماعيل الحطاب والراقصتين زينة وعزيزة.