بعد هدوء مشوب بالحذر لم يدم طويلا ، عادت منطقتا جبنيانة والمساترية صباح يوم أمس الجمعة لتتصدر قائمة الأحداث بعد تجدد المواجهات وأعمال العنف بين أهالي الجارتين. فبعد ليلة من الحراسة للممتلكات العامة والخاصة تخللتها زيارة لوالي صفاقس دامت إلى حدود الثالثة فجرا تحادث فيها محمد علي الجندوبي مع عقلاء المدينتين لإيجاد تسوية لهذه الخلافات العرضية، إلا أن المواجهات عادت صباحا من جديد بين المتنازعين ليبلغ عدد المصابين ال100 تقريبا . وتشير مصادر «الشروق» إلى أن النزاعات بين الطرفين تجاوزت الحجارة والعصي والهراوات والأسلحة البيضاء بأنواعها، ليستعمل البعض بنادق الصيد التي استمع إلى دويها في أكثر من مكان من شوارع جبنيانة والمساترية مع اشعال العجلات المطاطية وإغلاق الطريق الرابطة بين جبنيانة وصفاقس على مستوى المساترية. دكاكين مغلقة تفاصيل أحداث يوم أمس اختلفت من رواية إلى أخرى لكنها اتفقت فيما بينها على أن الإعتداءات على الممتلكات طالت إحدى المقاهي مع مغازة كبرى بالجهة تم نهبها بالكامل وهو ما جعل أصحاب بقية الدكاكين يفضلون إغلاق محلاتهم التجارية خوفا من أن تطالهم أعمال السرقة و النهب و الحرق. السوق الأسبوعية بجبنيانة المبرمجة ليوم الجمعة من كل أسبوع، لم تنتظم يوم أمس مما ساهم في غياب المواد الأساسية والغذائية حسب شاهد عيان من جبنيانة والذي أضاف ل«الشروق» أن كل المصالح الإدارية أغلقت بالكامل . شوارع جبنيانة حسب أحد المتساكنين مقفرة يوم أمس وكل المتاجر والدكاكين والصيدليات والمحلات التجارية وغيرها مغلقة إلى جانب توقف العمل بكل المؤسسات الحكومية والخاصة، ودائما حسب المتحدث، أصبح المواطنون عاجزين عن اقتناء المواد الغذائية والحليب والدواء خاصة للأطفال الرضع في هذا الشهر المبارك. ويتحدث الأهالي عن الفراغ الأمني المسجل بالرغم من تدخل الجيش الوطني الذي اقتصر دوره حسب المتساكنين على الفصل بين الجهتين المتنازعتين واقفا على الحياد و منتظرا تفهما من الطرفين لإيقاف أعمال العنف. حظر التجول و على إثر تجدد أعمال العنف و الاشتباكات ، وكما أشرنا في عدد يوم أمس، قررت الجهات المسؤولة فرض حظر التجول بجبنيانة و المساترية بداية من يوم أمس الجمعة من الساعة الثامنة ليلا إلى الخامسة صباحا باستثناء الحالات الصحية العاجلة وأصحاب العمل الليلي الذين لا يشملهم قرار حظر التجول . وتؤكد مصادر «الشروق» أن عدد الجرحى بلغ يوم أمس لوحده 45 جريحا مما رفع في عدد المصابين إلى ما يقارب ال100 من الجهتين، وقد اعتمدت وحدات الجيش على طائرة مروحية تحلق في سمائي جبنيانة و المساترية لمراقبة الوضع عن كثب . كل المؤشرات تدل على أن الأوضاع تتجه نحو الأخطر، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن بعض الطرقات مقطوعة وكل المؤسسات الحكومية والممتلكات تحت حراسة الأهالي، فإن تعرضها إلى عمليات حرق و سرقة يبقى أمرا محتملا في كل وقت خاصة وأن الأسباب الكامنة وراء اندلاع الأحداث لم تتضح بعد لتبقى مفتوحة على عديد الاحتمالات الراجح منها أن أعمال الشغب أسبابها شخصية.