الشيخ: أحمد الغربي الإخلاص سر من أسرار الله تعالى، وعمل من أعمال القلوب بل هو في مقدمة الأعمال القلبية، لأن قبول الأعمال لا يتم إلا به. والمقصود بالإخلاص: إرادة وجه الله تعالى بالعمل، وتصفيته من كل مشوب ذاتي أو دنيوي، فلا ينبعث العمل إلا لله تعالى، غير مشوب برغبة للنفس، ظاهرة أو خفية. وأساس إخلاص العمل تجريد النية فيه لله تعالى. والإخلاص ضروري لكل عمل من أعمال الآخرة ، وقد قال الله تعالى في كل عمل كان بإرادة غير الله مشوبا مغمورا قال تعالى: «وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا» «الفرقان: 23» وقد أمر الله عباده بالإخلاص له، قال تعالى:«وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة» «البينة : 5» ويأمر نبيه بأن يوضح:«قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له».»الأنعام :162-163» وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم» «رواه مسلم» ويشدد الإسلام في طلب الإخلاص،ويؤكد على تجريد النية، وذلك لأن الحياة لا تستقيم ولا ترتقي إلا بالمخلصين، أما عبيد الدنيا وعشاق الثروة، فهم لا يبالون في سبيل دنياهم وشهواتهم أن يدمروا دنيا الآخرين ودينهم معا، وأن يحولوا العمار إلى خراب، والأحياء إلى أموات، والمنازل إلى قبور. ومن دلائل الإخلاص: الخوف من الشهرة، واتهام النفس بالتقصير، العمل في صمت بعيدا عن الأضواء وألا يطلب المدح ولا يغتر به، واستواء العمل عنده في القيادة والجندية، وجعل الرضا والسخط لله لا للنفس، والصبر على طول الطريق والحرص على العمل الأنفع، والسلامة من آفة العجب والحذر من تزكية النفس.