أكد محمد لميس النصيري عضو المكتب السياسي بحزب العمل التونسي أن حزبه ينوي الدخول في قائمات انتخابية مشتركة مع حزب التكتل من أجل العمل والحريات خاصة في الدوائر الانتخابية الداخلية. وأفاد ابراهيم الربيحي القيادي بالتكتل في تصريح ل«الشروق» أن لجنتين مشتركتين بين كلى الحزبين تقدمتا في العمل من أجل صياغة برنامج اقتصادي واجتماعي مشترك. من ناحية أخرى نفى محمد لميس النصيري ما يروج في الساحة السياسية حول تقدم النقاشات بين كلى الحزبين في طريق التمازج والتحول الى حزب واحد، وأضاف الربيحي أن النقاشات مازالت مستمرة بين الطرفين وقد تحمل الأيام القليلة القادمة تطورات جديدة في الموضوع. وكان كل من عبد الجليل البدوي المنسق العام لحزب العمل ومصطفى بن جعفر أمين عام التكتل، أصدرا بيانا مشتركا قبل أيام، أكدا من خلاله بعث لجنتين تعمل» أوّلهما لدراسة إمكانيّة وضع برنامج مشترك اقتصادي واجتماعي للمرحلة القادمة، وثانيهما لتدارس صيغ التّعاون والتّنسيق بخصوص انتخابات المجلس الوطني التّأسيسي». دون تحالف وكان خبر التقارب بين كلى الحزبين، سبق أن راج بقوة مباشرة بعد تأسيس حزب العمل، وذلك لتقارب وجهات النظر بين قيادات كلى الهيكلين السياسيين في ما يخص طبيعة المرحلة ، والاستلهام من نفس المدرسة الفكرية الا وهي «الاشتراكية الديمقراطية» كما التقارب في البرامج . كما أوضح مصطفى بن جعفر في تقديمه ل»برنامج المائة نقطة» الانتخابي للتكتل، أن حزبه سيناقش أي تقارب أو عقد تحالف عن طريق اعتماد هذا البرنامج كأرضية حوار، وسبق أن أكد بن جعفر في أكثر من مرة أن التكتل لا ينوي الدخول في أي تحالف انتخابي -أي اعتماد قائمات مشتركة مع أطراف أخرى في الاستحقاق الانتخابي الذي تنتظره البلاد-، غير أن التكتل الذي عمل لشهور بعد 14 جانفي لهيكلة الحزب وبعث فروع له في مختلف مناطق البلاد لن ينجح في الدخول للاستحقاق الانتخابي بقائمات ذاتية، خاصة مع اعتماد النظام الانتخابي للقائمات المتناصفة. المنظمة الشغيلة وفي سياق متصل ، يعتبر المتابعون أن حزب العمل التونسي قريب من الاتحاد العام التونسي للشغل، خاصة أنه يضم بين صفوفه قيادات نقابية. وسبق أن اتخذ التكتل والاتحاد العام التونسي للشغل موقفا مشابها عند انسحاب كل منهما من حكومة محمد الغنوشي الأولى التي باشرت الحكم بعد 14 جانفي مباشرة، وهو ما رجح ما يروج من حديث حول تقارب كلى الحزبين من المنظمة الشغيلة. واعتبر ابراهيم بالربيحة أن التقارب من الاتحاد، «لم يعد قائما بعد مرحلة الانسحاب من حكومة محمد الغنوشي» ، وأكد النصيري من ناحيته أن «حزب العمل لم يتأسس من رحم الاتحاد، وليس تابعا له، رغم تعدد الوجوه النقابية في مختلف هياكله». وقد تحمل الأيام القليلة القادمة، تطورات أخرى في ما يخص التقارب بين الحزبين، خاصة أنهما ينويان التوصل الى صياغة برنامج اقتصادي واجتماعي مشترك، هي أرضية عمل مرحلية ومتوسطة تحضر للاستحقاق الانتخابي المقبل ومابعده.