في صعود: راضية النصراوي بالإضافة إلى نضالها الحقوقي والسياسي طيلة السنوات الفارطة، فإنّ المحامية والناشطة الحقوقيّة راضية النصراوي قد أعطت معنى جديدا للمحاماة خصوصا بعد أن سقطت صورة هذا القطاع في الحضيض ، راضية أعادت للمحاماة تعريفها الصحيح وهو أن كل متهم له الحق في المحاكمة العادلة تماما مثلما أنّ لكل مريض الحق في الطبيب. إلى ذلك ترفض النصراوي التعاطي مع المحاماة بمنطق المزاجية والاعتباطية أو «الشطحات» التي ترمي لحب الظهور والتواجد الإعلامي، وهي نجحت لذلك الاعتبار ، نجحت عندما حرصت على الدفاع عن مهنتها وقداسة الدفاع عن المظلومين والدفاع عن الحق ، وهي معروفة في هذا المجال وكانت دوما سباقة للمرافعة في مختلف القضايا وخاصة تلك المتعلّقة بالحريات والعمل السياسي ، كما أنّها تنفق جزءا من وقتها وجهدها للدفاع عن ضحايا التعذيب في إطار عمل جمعياتي يلقى صدى واسعا على المستوى الدولي والإقليمي. في نزول: الأزهر القروي الشابي ربّما، بل من المؤكّد أنّ وزارة العدل أصبحت اليوم من أكثر الوزارات فشلا في مواكبة نسق الثورة ، وقد تأكّد ذلك بحالة التداخل والضبابيّة في العمل الإداري والقضائي وعدم جديّة الوزير الأزهر القروي الشابي في التعاطي السريع والناجع مع مختلف الملفات والقضايا المطروحة وإجراء ما تقتضيه المرحلة من إصلاحات جذرية وسريعة خاصة على المستوى الإداري ومنح القضاء سلطته واستقلاليته الفعلية عن السلطة التنفيذية وعن الحكومة. وقد تكاثرت في المدّة الأخيرة التجاوزات والإخلالات في قطاع القضاء إلى درجة أحدثت الريبة لدى العديدين حول ما إذا كان لوزارة العدل مصالح إداريّة تشتغل وفق نسق التغيير والإصلاح المطلوب أم أنّها ما تزال مصالح معدلّة على أزمنة سابقة تعود إلى ما قبل 14 جانفي.