يتجه الوضع في سوريا نحو مزيد من التعقيد والتصعيد الذي فسح المجال أمام الغرب لتكثيف الضغوط السياسية على نظام الأسد الذي يجد نفسه اليوم في مواجهة مظاهرات جديدة تطالب باسقاطه. أقر الرئيس السوري بشار الأسد بأن القوات الأمنية ارتكبت بعض الأخطاء في المراحل الأولية للاضطراب وأن الجهود جارية لمنع تكرارها، وفق ما جاء في بيان أصدره مبعوثون من البرازيل والهند وجنوب افريقيا. التزام وأضاف البيان أن الأسد أكد للوفد التزامه بعملية الاصلاح الرامية الى تطبيق ديمقراطية متعددة الاحزاب. من جانبهم قال أعضاء بمجلس الأمن الدولي انهم تلقوا ما أسموها «معلومات رهيبة» عن العنف المتواصل بسوريا وطالبوا باجراءات اضافية ضد دمشق. وخلال عرضه أمام المجلس في جلسة مغلقة تقريرا عن تطورات الاحداث في سوريا قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أوسكار فرنانديز تاراكو إن عمليات القتل في سوريا لم تتوقف بعد أسبوع من اصدار المجلس بيانا رئاسيا يدين حملة القمع ويدعو الى وقفها فورا. ونقل عن المسؤول الأممي قوله ان 87 شخصا قتلوا في أعمال العنف يوم الثلاثاء الماضي وحده وان قوات الأمن السورية تقوم في بعض الاحيان بقطع الكهرباء عن بلدات مستهدفة. كما تحدث عن تقارير أفادت بتنفيذ عمليات اعدام ميدانية وحالات انشقاق في صفوف الجيش بسبب رفض الجنود تنفيذ أوامر باطلاق النارع على المتظاهرين بقصد قتلهم، كما ذكر ديبلوماسيون. وفي مسعى منها لابقاء الملف السوري في أعلى سلم أولويات مجلس الأمن طالبت الدول العربية بتقرير ثان يقدم الى مجلس الأمن الأسبوع المقبل في اجتماع يتم خلاله الاستماع الى كبار مسؤولي الأممالمتحدة في مجالي حقوق الانسان والاغاثة الانسانية وبعد الاجتماع قال مندوبو بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال انه اذا لم تتحسن الأحوال في سوريا بحلول الجلسة المقبلة فعندها يتعين على مجلس الأمن أن يتخذ اجراءات اضافية. مظاهرات جديدة وفي الوقت نفسه يستعد آلاف السوريين للخروج اليوم الجمعة في مظاهرات حاشدة تحمل اسم «لن نركع الا لله.. نفوس أباة لن تركع للطغاة». وذكر ناشطون سوريون أن كل يوم هو يوم جمعة في رمضان من أجل مواصلة الضغوط على النظام السوري وتشير تقديرات نشطاء حقوق الانسان الى أن الحملة التي يشنها النظام السوري على المحتجين خلفت الى حد الآن أكثر من 1700 قتيل. وقد سقط آخر قتلى هذه الحصيلة صباح أمس في مدينة القصر قرب حمص وسط سوريا حيث قتل 11 مدنيا لدى عملية اقتحام نفذتها قوات مدعومة بالدبابات. كما اجتاحت دبابات الجيش مدينة سراقب في محافظة ادلب وسط اطلاق نار كثيف وشنت قوات الأمن فيها حملة دهم واعتقالات شملت عشرات الأطفال وتم اقتحام بلدة المسيفرة بمحافظة درعا. ويأتي هذا بعد تعرض حي بابا عمرو بمدينة حمص لقصف عنيف صباح أمس بعد يوم دام شهدته المدينة بمقتل 19 شخصا ضمن 27 سقطوا في عمليات للجيش بأنحاء البلاد.