علمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن مصنع الاسمنت الموجود بمنطقة عين مذاكر من معتمدية النفيضة سيغلق أبوابه بصفة رسمية مع مطلع الأسبوع المقبل وسيدخل العمال والاطار الاداري في عطلة إجبارية لمدة أسبوعين وأكدت نفس المصادر أن تواصل غلق المصنع بعد عيد الفطر أمر وارد جدا مما يهدّد حوالي 3600 عائلة في مورد رزقها (600 عائلة لها علاقة مباشرة بالمصنع وحوالي 3000 عائلة لها علاقة غير مباشرة). ومعلوم أن مصنع الاسمنت بالنفيضة هو من أكبر المصانع المزودة للسوق الداخلية إذ يقدر إنتاجه سنويا بنحو واحد فاصل ثمانية ملايين طن وهو ما يمثل نسبة حوالي 25 بالمائة من الانتاج الوطني المحلي في مادة الاسمنت كما أن هذا المصنع يخصص نسبة سبعة بالمائة من إنتاجه للسوق الخارجية وتحديدا ليبيا والجزائر. وكما هو معلوم، فإن المصنع يعيش منذ عدة أسابيع على وقع الاعتصامات التي نفذها أهالي عين مذاكر وحجزهم لآليات العمل الموجودة في المنطقة مما عطل العمل وأعاق سير تواصل الانتاج قبل أن يقرّر المسؤولون غلق المصنع في ظل عدم الوصول الى اتفاق نهائي مع المتساكنين رغم دفعهم لتعويضات مادية. ويبدو أن الحكومة المؤقتة وكذلك السلط الجهوية عجزت عن التدخل الفعلي لفض الاشكال بأي طريقة كانت ووجدت الحل الأسهل في الالتجاء الى التوريد من بعض البلدان الأجنبية وهي التي كان من المفروض أن تضع ملف مصنع الاسمنت على طاولة الدرس واعطائه ما يستحق من اهتمام باعتبار الدور الكبير الذي يقوم به على مستوى تنشيط الحركة الاقتصادية وبالنظر أيضا الى حجم الانعكاسات السلبية التي لحقت السوق من جراء قلة الانتاج التي تسببت في ارتفاع فظيع وغير معقول للأسعار ومن جهتهم فإن أهالي عين مذاكر مطالبون اليوم بتحكيم العقل وإعادة آليات العمل المحجوزة الى أصحابها وتناول الموضوع بشكل توافقي مع المسؤولين والسلط المعنية بما يساعد على إعادة المصنع الى نشاطه ويجنب العائلات البطالة القسرية وما يمكن أن ينجر عنها من مظاهر لا تخدم المنطقة في شيء.