رمضان هلّ، فتبسّمت لهلاله الأجساد والأرواح!.. دنيانا صحت، فتنفّست نور محبّة.. لوميض نجمتها، تتشوّق النّفس،، وتتوق لاطمئنانها عبادة سمحاء اللّه تبغي غفرانه ورضاه! هذي الأنفس الظمآنة عشقا لمولاها إسلاما ولهانة تقوم اللّيل عبادة زُلفى، تتودّد.. تتوسّل.. تتهجّد.. وبها فيضان من الحبّ الكبير.. تبغي تطهّرا، بنصرة الرحمان خالقها! في ملكوته تسبح مسبّحة له حمدا.. ترتدي نوره وسناه! رمضان.. يا ناشر الرحمة في الورى، أكرمت بالقرآن تنزيلا من ربّ كريم.. قد أعتق العالم من ظلمة جهلاء قد سادت دهورا.. تُعشي البصائر والبصيرة!.. قد سقى من فيضه أمم الدنيا فهبّت تصطفى نصره ومُناه. رمضان شهر الصائمين سماحة، الجنّة عبر مداه تشرع المصاريع، وجهنّم فيها تغلّق الأبواق! يا أيها الضّارعون إلى اللّه تجهدا ودعاء، اللّه يستجيب لكم فورا، ليس بينه وبينكم حجّاب: رمضان شهر الأوابين التوّابين به المعراج إلى اللّه معجزة.. خاضها سيّد المرسلين محمّد: صلّوا عليه.. تعطّروا بنفح سنّته خصّاب ! فرضت على أمة الإسلام فرائض خمس.. هي أسس على متنها ركّزت شرائع عقيدتنا.. نؤدّيها طاعة للّه طوعا، نسعى لحبّه طلاّب ! رمضان شهر المعجزات وبه الهجرة التي قلبت على التاريخ والكفّار ظهر المجنّ، وبه بدر.. وعين جالوت.. والخندق.. وتبّوك.. غزوات هي الثورة عرمت لنصرة الله والإسلام، فيها لقد بذل المؤمنون النفس والنفيس: أرواحهم ذهبت فداء.. فجاء النّصر والفتح المبين: شريعة الإسلام قد عمّت الدنيا أعزّ اللّه الإسلام بناس، لقد دخلوا في دين الله أفواجا.. هم زمر.. هم أسراب وأسراب! رمضان به ليلة فضلى.. لو علم المفطرون خصائلها لصاموا الدّهر كلّه، وسبّحوا عمرا بحمد بارئهم! إنها ليلة القدر!.. يا حلمه! البارئ الفاضل..! إنه يمهلهم ولا يهمل يا لغفلتهم! عميت بصائرهم، إنهم عصّاب1 1) المقصود: وضعت على أعينهم عصابة