«العروبة والاسلام» عنوان مسامرة سياسية رمضانية نظمتها حركة الشعب مساء السبت الماضي وحضرتها الى جانب أعداد كبيرة من مناصري الحزب وجوه وقيادات جهوية لأحزاب أخرى. بعد الكلمة الترحيبية للممثل الجهوي لحركة الشعب مختار خليل استمع الحاضرون لمداخلة الدكتور حمودة بن مصباح التي بين من خلالها المنطلقات السياسية للدولة الإسلامية مع سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وكيفية تركيز قواعد المعاملات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وركز ثوابت هذه الدولة الوليدة حقوقا وواجبات ومنها المعتقد فاقر الرسول الكريم لليهود حقوقهم الدينية من خلال قوله «لليهود دينهم وللمسلمين دينهم الا من ظلم او اثم فانه لا يهلك الا نفسه وآل بيته». اما الأطراف المكونة لهذه الدولة فهم المهاجرون والأنصار والموالي ويهود المدينة بعد ان دخلوا في حلف معهم فتشكلت الدولة العربية الإسلامية الأولى في اطار تحالف رباعي بين المهاجرين من قريش والأنصار من المدينة والموالين التابعين لهما واليهود. وكانت دعوات الرسول للإسلام تسبق فيها بشريته على نبوته حتى لا تفهم الدولة الجديدة على انها دينية او نصية بقدر ما هي دولة زمنية اجتهادية وتعتبر وثيقة الحلف الضامنة للدستور ليست قرآنا منزلا وانما هي نظام منظم لحياة الجماعة المحددة والمخصصة ولا تنسحب على غيرها. وتطرق بعد ذلك الى نموذج ثان عبر البعد الاجتماعي للدين في التجربة الناصرية وقد ابدى جمال عبد الناصر اهتماما بالدين على خلاف معارضيه لما لاحظه من توافق كامل بين قيم الاسلام ورؤيته الاجتماعية لشعب مصر والأمة العربية قاطبة وتجلى في العدل الاجتماعي والمساواة والتوزيع العادل لثروات الانتاج والربط بين الاشتراكية والاسلام باعتباره دين الاغلبية بعيدا عن الاشتراكية العلمية الوافدة. وتطرقت النقاشات الى مجموعة من النقاط لعل اهمها ان العرب قومية من بين القوميات المكونة للعالم الاسلامي فلم لا نؤكد على البعد الاقتصادي لهذه القومية وتطويره لان المبادلات التجارية في ما بين الدول العربية حتى ما كان منها على حدودنا لا يتجاوز حاليا 5 او 6 % لا غير في حين ان المبادلات مع اوروبا تتجاوز 80 %.