وجّهت أنقرة «انذارا أخيرا» الى النظام السوري الذي واصل في الاثناء قمعه لاحتجاجات جديدة كان أعنفها في مدينة اللاذقية. قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن العمليات العسكرية ضد المدنيين في سوريا ينبغي أن تتوقّف على الفور ودون شروط. كلمة أخيرة وأضاف في مؤتمر صحفي «هذه كلمتنا الأخيرة للسلطات السورية أول ما نتوقّعه هو أن تتوقّف هذه العمليات على الفور وبلا شروط». وتابع «إذا لم تتوقف هذه العمليات فلن يبقى ما نقوله بخصوص الخطوات التي ستتخذ». وقال «إنه جرت اتصالات على جميع المستويات في النظام السوري منذ الاربعاء الماضي وتحدثنا معهم حول ضرورة وقف جميع العمليات العسكرية ولكن دون جدوى فلم تتوقّف العمليات بل زادت». وأضاف «إنه لا يمكن تبرير ما حدث من خرق وانتهاكات لحقوق الانسان وما يحدث للشعب السوري يجب وقفه فورا داعيا الى سحب جميع المظاهر العسكرية من المدن السورية وعودة الحياة الى طبيعتها لأنه دون ذلك لا جدوى من أي تصرفات أو خطوات يتم اتخاذها للتعامل مع الوضع مؤكدا أن هذه كلمة تركيا الأخيرة». وشدّد الوزير التركي على أن بلاده تعمل على دعم التحرّك الديمقراطي في سوريا كما في مصر وتونس وفي المنطقة. وتابع «من الآن فصاعدا ننتظر من النظام السوري وقف العمليات فورا ونريد أن يعرف النظام السوري والمجتمع الدولي ذلك». وتعدّ هذه المرّة الاولى التي تطالب فيها تركيا بشكل واضح وحاسم وعلني جارتها سوريا بوقف فوري للعمليات العسكرية منذ بدء الاحتجاجات السورية في مارس الماضي. ضحايا بالجملة ميدانيا ارتفع عدد ضحايا اجتياح مدينة اللاذقية الى 34 قتيلا بعد ثلاثة ايام من القصف المتواصل، وفق ما ذكرته مصادر حقوقية. وذكرت المصادر إن 15 شخصا قتلوا أوّل أمس في المدينة وأن الجيش يحاصر الآلاف داخل المدينة الرياضية باللاذقية. وفي حمص قتل ما لا يقل عن 12 شخصا عندما أطلقت القوات السورية الرصاص على متظاهرين عقب صلاة التراويح وتحدّثت المصادر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى في مخيمات اللاجئين بالمدينة وبحي الرمل مشيرا الى وجود نقص شديد في أكياس الدم وفي كل شيء. من جانبها قالت وزارة الخارجية الامريكية انها لا تستطيع تأكيد ما ورد في تقارير منشورة من أن السفن الحربية السورية قصفت مدينة اللاذقية الساحلية. وفي مدينة حماة أفادت مصادر حقوقية بسقوط جرحى اثر اطلاق نار على المنازل في منطقة كفرنبودة بالمدينة وخروج مظاهرات في عدّة أحياء تدخّلت قوات الأمن لتفريقها. كما بثّ ناشطون على الانترنت صورا لمظاهرة خرجت بعد صلاة التراويح بحي بيانون في مدينة حلب تطالب باسقاط النظام. وفي الوقت نفسه ذكرت تقارير صحفية أن الهجوم الواسع لقوات الامن السورية على اللاذقية أدّى الى نزوح آلاف الفلسطينيين من أحد المخيمات الواقعة في هذه المدينة مما دفع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الى الاحتجاج.