مظاهر مزرية تشهدها المدينة وطوابير المواطنين تتدافع يوميا للوصول إلى شبابيك مركز البريد الوحيد الذي بقي صالحا للعمل ما بعد الثورة في مدينة القصرين. وقد كان بالمدينة أربعة مراكز بريد أحرق منها في جانفي المنصرم اثنان, مركز البريد بالزهور ومركز البريد بحي النور, وبقى المركز الرئيسي بوسط المدينة والمركز الرابع بحي العمال, الذي يبعد عن وسط المدينة حوالي أربعة كيلومترات ويتطلب الوصول إليه عناء انتظار الحافلات, وهي مشقة أخرى لا يجازف بركوبها احد. ويبقى بذلك المركز الرئيسي بالمدينة الوحيد القادر على تقديم الخدمات إلى مريديها, ولكن الحال يدعو إلى التأسف والألم وعشرات المواطنين يتدافعون كل يوم, ومنهم من يسقط, ومنهم من كسر ذراعه وفقد وعيه بعد سقوطه وتطلب تدخل الحماية المدنية ونقله إلى المستشفى. أسئلة كثيرة يطرحها كل من سألناهم عن هذا الوضع والذين تمركزوا في آخر الطابور, لماذا وبعد سبعة أشهر لا يدخل مركزا البريد بالزهور والنور إلى العمل؟ ألم ينتبه المسؤولون إلى هذه المعاناة التي يتكبدها قرابة 150 ألف من مواطني المدينة؟ والحال أن الموسم الدراسي على الأبواب.