ارتفاع عدد مستعملي شبكة الانترنات بصفة فردية سواء كان ذلك داخل المنازل أو في بعض الادارات والفضاءات العامة لم يمنع كثرة الاقبال على بعض المراكز العمومية للانترنات التي تستقطب العديد من الحرفاء.يلتجئ بعض الصائمين إلى المراكز العمومية للانترنات للتسلية ولمقاومة حرارة الطقس وتعب الصوم وقد ذكر صاحب مركز عمومي للانترنات وسط العاصمة أن الاقبال يكثر في الفترة المسائية قبيل الافطار وأن أغلب الحرفاء يأتون لنسيان الجوع والعطش ومقاومة طول فترة الصوم.في السنوات السابقة كان حلول شهر رمضان يتزامن مع انخفاض نسبي لدرجات الحرارة وكان أغلب الصائمين يستنجدون بلعبة كرة القدم وممارسة الرياضة للتسلية ولتقضية الوقت ولكن اليوم مع ارتفاع درجة حرارة الطقس أصبحت ممارسة الرياضة تضاعف حجم معاناتهم وتزيد من صعوبة صومهم، لذلك يخيرون الارتماء في أحضان الشبكة العنكبوتية للابحار والتسلية.كما أن البعض الآخر من الحرفاء يأتون الى مراكز الانترنات للتحاور وتبادل الآراء حول قضايا سياسية وللحديث عن المستجدات على الساحة الوطنية وتصبح مراكز الانترنات مصدرا هاما للمعلومات وللتثقيف في مجال الحقوق والسياسة.وقد يلتجئ الصائم الى استعمال شبكة التواصل الاجتماعي لتفسير موقفه من حالات الانقلاب الأمني والقضائي والاعلامي في بعض الأحيان ورأيه في تصرفات هذا الوزير أو ذاك وتصارع الأحزاب بطريقة ساخرة فيها الكثير من النقد اللاذع.وقد يضمن موقفه بمشهد فيديو يحمل اعترافات خطيرة حول مسألة ما ويقوم بإرساله الى جميع أصدقائه.الصائمون الذين يُدمنون على استعمال شبكة الانترنات في شهر رمضان لم ينسوا التحاور في قضايا الأمة العربية مثل ما يتعرض له الشعب السوري من تقتيل وعنف وعمليات عسكرية أدت الى قتل العديد من الضحايا الأبرياء.الحرفاء في مراكز الانترنات يحرصون كذلك على متابعة التطورات داخل ليبيا ويقدمون التحية للثوّار على صمودهم ويرجون سقوط القذافي وفراره قبل حلول عيد الفطر.ويستغل البعض الآخر الانترنات لنقد ظواهر اجتماعية برزت في رمضان مثل اللهفة أو «حشيشة رمضان» وللتندر من برامج التلفزة التونسية التي سقطت الى مستوى الرداءة والابتذال.