... وفجأة اندلع صراع خفي بين قناة «نسمة» والقناة الوطنية التونسية... صراع أجّجه وأشعل فتيله نجاح «نسيبتي العزيزة 2» على قناة نسمة التي كسبت الرهان طيلة النصف الاول من شهر الصيام من خلال أعلى نسبة مشاهدة... الأمر الذي دفع بالادارة العامة لهذه القناة بإعادة بث هذه السلسلة الكوميدية حتى نهاية شهر رمضان. وكان لابد من التحرّك لأجل «كسر» هذا «الاحتكار» للمشاهدين من طرف القناة الوطنية التونسية علّها تستعيد مكانتها التي ضاعت منها في رمضان هذا العام. وجاء الحل في العودة الى «المجمّر» الذي سبق أن حقق النجاح لهذه القناة على امتداد رمضانات سابقة إن صح التعبير... وجدت التلفزة الوطنية الحل في «شوفلي حل» حيث أصبح المشاهد التونسي يتابع سفيان الشعري ومنى نورالدين بدرجة أولى في عملين مختلفين وفي دورين مغايرين... والسؤال الذي يطفو على السطح... كيف ستكون نهاية هذا الصراع «الخفي» بين القناتين... المؤشرات الاولى تؤكد أن نسمة مازالت صاحبة الريادة في نسبة المشاهدة حسب احصاء يوم أمس الأول... وقد تتغير المعادلة في قادم الايام رغم أن سلاح التلفزة التونسية في هذا الصراع هو «المجمّر» ومن يدري؟ من ذاكرة التلفزة ودائما مع «المجمّر» أو «البايت» كما يحلو للبعض تسميته... ولو أنه من النوع المحبّب للمشاهدين... اختارت التلفزة التونسية بقناتيها العودة الى الارشيف والبحث في أعماقه لاختيار وانتقاء انتاجات صنعت ربيع الانتاج التلفزيوني في سبعينات وثمانينات القرن الماضي خلال شهر الصيام... انتاجات تميّزت بالتلقائية والعفوية والتعاطي بدون تعقيد مع كل متطلبات العمل الفني... هي انتاجات من زمن مضى... قد يرى البعض فيها سطحية. ولملء الفراغ الذي تعاني منه التلفزة اليوم... ويرى فيه البعض الآخر متعة وهروبا من واقع مرير تتخبط فيه الدراما التلفزيونية التونسية اليوم... وبين هذا الرأي وذاك الموقف تبقى حاجتنا للماضي أمرا ضروريا للاستفادة ولاسترجاع الذكريات والنظر بإيجابية وبجدية الى المستقبل.