بلغ عدد المنتدبين للعمل بالخارج الى غاية 15 أوت عبر الوكالة التونسية للتعاون الفني 1482 موظفا، ويعيش هذا القطاع مجموعة من التحدّيات والمشاغل للنهوض به. هذا ما كشفه اللقاء الصحفي الذي نظمته الوكالة التونسية للتعاون الفني. وقد أشار التقرير إلى أن ذروة التوظيف بالخارج بالوكالة خلال السنوات الأخيرة قد تم تسجيلها سنة 2008 من خلال توظيف حوالي 2068 موظفا. وتطورت نسبة انتداب الموظفين بالخارج من أصحاب الكفاءات العليا من مجموع الانتدابات لتبلغ 20٪ من مجموع الانتدابات بين 2007 و2011 مقابل 12٪ بين 2002 و2006 و3٪ بين 1992 و1996 و8٪ بين 1997 و2011. وتقوم بلادنا بايفاد خبراء واستشاريين لدى المؤسسات الأجنبية يعملون بعدّة ميادين... ومن الاختصاصات الأكثر طلبا نجد المعلوماتية تليها الكهرباء والميكانيك والهندسة والصحة والتعليم والرياضة... كما تعتبر اختصاصات الاكساء وطب العيون وهندسة الغابات والبترول والصحة الانجابية وطب الشغل والأرشيف والتصرف في المشاريع من الاختصاصات الأخرى المطلوبة. تحدّيات وإشكالات تحدّيات كثيرة يواجهها التعاون الفني ومنها ارتباط نشاط التعاون الفني بموافقة المؤسسات المشغلة بتونس على إلحاق منظوريها لدى الوكالة للعمل في نطاق التعاون الفني... وهنا تطرح اشكالية التوفيق المستمر بين الطلبات الأجنبية والاحتياجات الوطنية من الخبرات وتعتبر بلدان الخليج الوجهة الأكثر استفادة بالمتعاونين التونسيين... وتحقق اكتفاءها الذاتي في عدد من الميادين فضلا عن انتهاجها لسياسة نشيطة في مجال توطين العمالة. ويبقى التحدي الأكبر هو المعادلة الصعبة بين احتياجات السوق الوطنية والطلبات الأجنبية لاسيما في اختصاصات مثل طب الاختصاص والطاقة وصيانة الطائرة والتعليم العالي. وتواجه الكفاءات التونسية منافسة شديدة من قبل جنسيات أجنبية تقبل بأعداد وافرة على العمل لدى جهات التشغيل الخارجية لاسيما الخليجية منها... وتتعلق المنافسة أساسا بوجود كفاءات تتمتع بمهارات جيدة في اللغات الأجنبية اضافة الى رضاء «المنافسين» بأجور منخفضة وبظروف عمل صعبة لا يرضى بها المتعاون التونسي. آفاق التعاون يواجه الراغبون في العمل بالخارج في اطار التعاون الفني مجموعة من تحديات سوق التوظيف بالخارج ويتميز محيط عمل وكالة التعاون الفني بالتغير السريع والمتواصل في طبيعة الطلبات من جهات التوظيف الأجنبية من ذلك اشتراط شهادات اضافية في الاعلامية «ICD2» واللغة الانقليزية TOEFL و«IELTS» وتواجه وكالة التعاون الفني مجموعة من الصعوبات في اجراءات التوظيف بعدد من البلدان الأوروبية وكندا وأستراليا رغم وجود احيتاجات من الاختصاصات الموجودة في تونس... وتعود هذه الصعوبات الى ارتباط مسألة التوظيف بهذه البلدان باجراءات الهجرة. أما فيما يتعلق بنشاط التعاون جنوب جنوب، فتشترط الجهات المموّلة أن تساهم تونس عينيا في تمويل المشاريع المنفذة لفائدة البلدان النامية. خطة مستقبلية من المنتظر أن تقوم الوكالة التونسية للتعاون الفني بمجموعة من التحرّكات والاجراءات قصد دعم موقع تونس في التوظيف بالخارج... وستقوم الوكالة بمزيد التركيز على اللغة الانقليزية في التكوين الأساسي نظرا لأهمية هذه اللغة في البلدان الخليجية خاصة... كما سيتم تحضير أساتذة التعليم الثانوي في اللغة الانقليزية والمواد العلمية بأهمية اجتياز امتحان شهادة «IELTS» وشهادة «ICDL» بالنسبة إلى مدرسي تقنية المعلومات... وتشترط بعض جهات الانتداب هذه الشهائد عند الانتداب. كما تقدم رواتب وامتيازات مغرية. وتسعى الوكالة التونسية للتعاون الفني إلى دعم حظوظ التونسيين الراغبين في الحصول على أجر مغر من خلال العمل بالخارج وذلك من خلال خطة ترويجية أكثر جرأة تجاه الأسواق الخارجية، وستعمل من خلال هذه الخطة على التعريف بخدمات الوكالة سواء لدى الكفاءات التونسية أو المشغلين الأجانب. كما سيتم تشجيع الكفاءات التونسية على تقديم ترشحاتهم ضمن قاعدة بيانات الوكالة من خلال انتهاج سياسة ترويجية نشطة تعرف بمزايا الترشح للعمل في نطاق التعاون الفني... كما تدعو الى تحسين المهارات خاصة في اللغات الأجنبية وتقنيات الاعلامية.