أدت حالة الانفلات الأمني الذي شهدته بلادنا خلال الأشهر الأخيرة الى ارتفاع عدد حالات «الحرقان» التي شارك فيها تونسيون وأجانب. «الشروق» حققت في الموضوع. ذكرت مصادر مطلعة ل«الشروق» ان الاشهر السبعة الماضية (من جانفي الى جويلية) شهدت ايقاف ما لا يقل عن 30 ألف و600 شخص حاولوا اجتياز الحدود التونسية خلسة، إما بحرا أو برّا. وتنوعت العمليات بين الاجتياز الى داخل التراب التونسي أو الاجتياز نحو الخارج الذي شهد العدد الأكبر. وعرف أفريل ذروة هذه العمليات وذلك ب23 ألفا و723 محاولة اجتياز. وكان شهر أفريل قد عرف انفلاتا كبيرا على مستوى سواحل الجنوب الشرقي (جرجيس وقابس وقرقنة) وتمكن آنذاك عدد مهول من التونسيين والليبيين والأفارقة من العبور الى الضفة الاخرى من المتوسط ولا يزال وجودهم بإيطاليا وفرنسا يثير الى حد اليوم العديد من ردود الفعل خاصة بعد عزم الدول الأوروبية على طردهم. ومن حسن الحظ ان السلطات التونسية تمكنت من ايقاف الثلاثين ألف شخص المذكورين ومنعتهم من اجتياز الحدود والا لكان مشكل المهاجرين غير الشرعيين اليوم في أوروبا أعظم وأخطر. وقبل ذلك كان شهر مارس قد شهد إيقاف أكثر من 3000 شخص (تونسي وأجنبي) حاولوا اجتياز الحدود وشهد شهر ماي عددا مرتفعا بدوره (1900 محاولة).. ثم بدأ العدد يقل بشكل ملحوظ ولم يتجاوز 220 محاولة في جوان و296 في جويلية. وتجدر الملاحظة ان أكثر من 75٪ ممن حاول اجتياز الحدود التونسية طيلة الاشهر السبعة الماضية هم من الأجانب (25 ألفا و329) في حين لم يمثل التونسيون سوى 5 آلاف و290. ومن أهم مناطق العبور التي حاول هؤلاء الأشخاص المرور منها نجد موانئ جرجيس وحلق الوادي ورادس والكتف (مدنين) وبنزرت (التجاري) اضافة الى المناطق الحدودية البرية بذهيبة وبنڤردان والشوشة الزرقاء (توزر) وفوسانة (القصرين) وملولة وعين دراهم (جندوبة). جثث في خضم محاولات الاجتياز بحرا، خلال الاشهر السبعة الماضية وقع العثور على 189 جثة آدمية بعضها معروفة الملامح والبعض الآخر مجهولة الهوية وأحيانا الجنس من فرط التعفّن. وتوزعت هذه الجثث على مختلف السواحل التونسية وكانت على مختلف السواحل التونسية وكانت مختلفة بين تونسيين وأجانب. وقد عرف شهر أفريل أكثر عدد من هذه الجثث (58) يليه جوان (52) في حين تراجع العدد الى 8 خلال جويلية.