بدأت شهرزاد تحكي بقية الحكاية فقالت وقال الصعلوك: كانت بيني وبين هذا الوزير عداوة كبيرة، فقد كنت في أحد الأيام أصطاد فأطلقت النار على أحد الطيور فأصابت عين الوزير ففقأتها. فقال الوزير اقتلوه قلت له: وأي ذنب ارتكبت فقال لي وأنا أي ذنب اركتبت حتى تفقأ لي عيني، فقلت: بدون قصد فقال: ادنوه مني ففقأ عيني بإصبعه وقال إن كنت أنت لم تقصد فها أنا فعلت ذلك عن قصد وخرجت رغم ذلك فرحا. ففقدان عين أفضل من فقدان الحياة، ثم سافرت الى عمي وأخبرته بالحكاية فقال لي لقد زاد همّي وغمّي فالى جانب مقتل أبيك وفقدان عينك لم أعثر على أثر لولدي فرويت له القصة، فطلب مني أن أصحبه الى المقبرة، ومن حسن الحظ أن تعرفت هذه المرة على المكان فنبشنا القبر ونزلنا وسرنا مسافة غير قصيرة حتى وصلنا الى غرفة بها سرير وابن عمي وعشيقته متفحمان وهما متعانقان فبصق عليهما عمي وقال: هذا جزاء الدنيا وانتظرا عقاب الآخرة. ولما سمعت البنت الكبرى حديثه قالت له قد عفونا عنك، فقال ها ولكن الحكاية لم تنته يا مولاتي. وإلى هنا طلع الصباح وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.